قال الصولي: وجدت بخط حماد بن اسحاق، قال أشجع السلمى لأخيه أحمد:
أبت غفلات قلبك أن تريحا ... لكأس ما تفارقها صبوحا «١»
فغضّ عن المكارم طرف عين ... إلى اللذات ذا شوق طموحا
كأنك لا ترى حسنا جميلا ... بعينك يا أخى إلّا قبيحا
دعتك إلى محاسنها المعالي ... فلم تجد المعالي فيك روحا
أمجنون فليس عليك عتب ... ولست معاتبا إلا صحيحا
فأجابه أحمد فقال:
أغرك أن قولك لي قبيح ... وأنى لا أقول لك القبيحا
وقد نبئت أنك عبت شعري ... فخذ بيديك هل تسطيع ريحا
ولا والله ما أحسنت شعرا ... هجاء مذ خلقت ولا مديحا
سأعرض عنك إذ أعرضت عنى ... واسكن صدرك القلب القريحا
ومات قبل أشجع فرثاه بمراث كثيرة، وله يقول:
اذا خفت عتبي من سوءة ... سبقت عتابى بالغضبه
وما كنت الا كريش السها ... م ألبسه الريش والقطبه «٢»
أيطلب شأوي وما زال لي ... عتاد المقدّم في الحلبه
وما زلت مذحرّ كتنى الأمو ... ر أرفعكم رتبة رتبه
أقدّم شعرك عند الملو ... ك وأكشف عن وجهك الكربه