أيام بنى أمية، فخلفه عتبة بن بحر على ديوان مولاه القاسم بن صبيح، ثم كتب القاسم لعبد الله بن على عم المنصور، وكتب يوسف ابنه، ثم كتب يوسف ليعقوب ابن داود وزير المهدي:
قال أبو بكر: وحدّثنى محمد بن سعيد، قال: حدّثنى ابو هفان، قال: حدّثنى جماعة من الكتاب أن السرىّ بن بشر العجلى اشترى صبيحا فأعتقه، وكان صبيح قبطيا، وهذا هو الصحيح.
حدّثنى أحمد بن يزيد، قال: حدّثنا إسحاق الموصلى أبو الفضل، قال: سمعت ابن كناسة الأسدى يقول: خرّجت الكوفة وسوادها جماعة من الكتاب فما رأيت فيهم بيتا أجلّ ولا أبرع أدبا من بيت أبى صالح، وكان من يفد على هشام ابن عبد الملك يمدح القاسم بن صبيح لأنه كان جليلا نبيلا، يلى أعمالا كثيرة لهشام، فممن مدحه يزيد بن ضبة الثقفى وأبو النجم العجلي.
حدّثنا يموت بن المزرّع، قال: حدّثنى أبو الأسود النوشجانى، قال:
حدّثنى ابن دعلج عن أبيه عن جده، قال: دخلنا إلى هشام فى حوائج لنا فرأينا القاسم بن صبيح مولى بني عجل منبسطا في داره، فقام بأمورنا وما رأينا أطلق منه وجها ولا أكثر أدبا ولا أسمح كفا، وكان أبو النجم الشاعر نازلا عليه، وفيه يقول أبو النجم:
أقسم لولا قاسم وبرّه ... وأنه حرّ كريم نجره
يطيب منه خبره وذكره ... ما كان لي بيت يكنّ ستره
دون هشام وهو عال أمره ... لو لم يسعنى حلمه وكثره
عن الدنيات التى تعرّه ... لغال نفسي بالسعاة «١» شره