أما ترى الدهر ليس يرعى ... على صغير ولا كبير
تبدوله في الورى عظات ... فى النفس والأهل والعشير
كم لك يا دهر من أسير ... ومن صريع ومن عفير
كم لك بالرّغم من طروق ... ومن رواح ومن بكور
كم خرّق الدهر من جديد ... وقلّل الدّهر من كثير
يا ساكن الدّور عن قليل ... تصير من ساكنى القبور
يومك هذا على مهاد ... ثم غدا راكب السرير
رهن ضريح لدى صفيح ... كسته ريح ثياب مور
منفردا نازحا غريبا ... غير معود ولا مزور
قرب مزار وبعد دار ... ولا تلاق إلى النشور!
وقال أيضا:
ذكرت شيب العذارين نوار ... ليس بالمنكر أن شاب العذار
أخلق العمر فأبلى جدّة ... اخذت منها الليالى والنهار
حدث لا يطلب الدّهر به ... ويد الدّهر وما تجني جبار
يا فتاة الحىّ ما أنت غدا ... بفتاة فعزاء واصطبار
ليس فيما يفعل الدّهر اختيار ... لا ولا في حادثات الدّهر عار
سل ديار الحىّ عن ساكنها ... إن أجابتك عن الحىّ الدّيار
أين مالت بهم وجهتهم ... أنجدوا أم يمموا الغور فغاروا
ليت شعرى هل يعودنّ الجوار ... بعد أن شطّ بهم عنك المزار
أرشد الأمر عفاف وتقى ... والألاهىّ ضلال وخسار