والجرم لا ينفك صاحبه ... حذرا له همّ يؤرّقه
يتنازع الإتعاب راحته ... ويهيج ساكتنه فيقلقه
فيرى عواقبه بمبصرة ... ترخى الخناق له وتطلقه
والعجز مرتبط بعاجلة ... وسواتر المكروه تلحقه
والصمت يستر عيب صاحبه ... ولربما أرداه منطقه
يا ربّ دهر قد نعمت به ... ألقى القياد إليك موثقه
حتى ذوى غصن الشباب به ... ورأى المشيب فخفّ مورقه
والمرء لاهى القلب عن غده ... والدّهر بالأحداث يرمقه
ومطامع الآمال تكذبه ... وحوادث الأيّام تصدقه
وقال أيضا:
ظربت وشاقتك البروق اللوامع ... بأكناف مرو والهوى بك نازع
تحنّ إلى أهل العراق ودونهم ... بساط من الغبراء للرّكب واسع
ومجهولة قفر يحاربها القطا ... وشاهقة وعر وبيد بلاقع
أقول وأشطان النوى قد تقاذفت ... بنا والمهارى خاشعات خواضع
كفى حزنا أن الأحبة جيرة ... وأنت غريب نازح الدّار شاسع
هل الشمل من بعد التفرّق جامع ... وهل عيشنا بعد التولى مراجع
نعم عقب الأيام تسهل بالفتى ... وإن وعرت يوما عليه المطالع
فسام العلي لا تقعدن خيفة الردى ... فإنّ قضاء الله لا بدّ واقع
ومثلك لم يرض الهوينا ولم يقم ... علي العجز تزجيه المنى وهو وداع
حرام عليك الخفض إلّا مع الغنى ... أو العذر أنّ الله معط ومانع
سأطلب بالإجمال ما أنا طالب ... وإنى إذا ما ضاق رزق لقانع