ربيع المعتفين إذا استهلت ... شهور القرّفى الزّمن القحول
ثمال للأرامل واليتامى ... وللجار المجاور والدّخيل
حفي بالأرقاب والأدانى ... كفعل الوالد البر الوصول
يضمهم إلى كنف رحيب ... ويؤويهم الى ظل ظليل
ويقبل منهم الحسنى ويعفو ... عن السوأى لدى جهل الجهول
ويحمل كلهم والثقل عنهم ... فتى غير السئوم ولا الملول
وأضحوا بعده أسفا عليه ... كموجعة مفجعة ثكول
أرى الدّنيا تطلع نجم سعد ... وينحسه بمهبطه الأفول
فكم قرن أبادت بعد قرن ... وجيل أهلكت من بعد جيل
وإما أخطأتك يد المنايا ... فمخطيها مصيبك عن قليل
وقال أيضا:
قفا صاحبيّ نحىّ الطلل ... وربعا مخيلا بجرع الرّجل
ورسما لليلى بذات الطلوح ... كسفر اليهودي أو كالخلل
ألث به كل غيث.. «١» .. ... فطورا يرد وطورا يبل
اذا استنطقته الصبا والجنوب ... تنوح مرتجزا واستهل
يضيء سنا برقه ساطعا ... كأنك أضرمت فيه الشعل
أيا ربع ليلى محاه البلى ... وأخنى عليه زمان جبل «٢»
ونالته من دهره دولة ... وللدهر عثر بطرق الدّول
وبدل بالإنس وحش الفلا ... فبئس بديلا ونعم البدل