وقال يهجوهم:
أبنى سعيد انكم من معشر ... لا تحسنون كرامة الاضياف
قوم لباهلة بن أعصر إن هم ... فخروا حسبتهم لعبد مناف
مطلوا الغداء الى العشاء وقرّبوا ... زادا لعمرو أبيك ليس بكافي
بينا كذاك أتاهم كبراؤهم ... يلحون في التبذير والإسراف
وكأنني لما حططت اليهم ... رحلى حططت بأبرق العزّاف
قال غوث وهو القائل فيهم:
أبنى سعيد إنكم من معشر ... لا تثأرون دماءكم إن طلّت
لجلجتم وحباكم معقودة ... ولقلّما تغنى إذا هى حلّت
وإذا تشمّ أنوفكم رعم «١» الغذا ... أنّت لعادتها إليه وحنت
وبأىّ سيف تثأرون دماءكم ... وسيوفكم مذ أغمدت ما سلت؟!
وهو القائل في عمرو بن سعيد بن سالم:
يا صاح خذ في غير ذكر الطعام ... دون طعام القوم كسر العظام
وحالف النوم عسى أنه ... يطوف منه طائف في المنام
ما حرم الله على زائر ... زادك يا عمرو وأكل الحرام
الناس في فطر سوى شهرهم ... ودهر أضيافك شهر الصيام
قال أبو بكر: حدثنى الحسين بن فهم، قال: سمعت يحيى بن أكثم يقول:
حضر احمد بن يوسف المأمون، وبين يديه ابن له ينشد شعرا، فقال: كيف تراه؟
فقال: أراه فطنا ذكيا، أديب اللفظ واللحظ، لا يعبأ أن يؤديه بما يريد، في كل عضو منه قلب يقد.