وقال احمد:
أعرضت عند وداعنا بفراقكم ... وصددت ساعة لا يكون صدود
يا ليت شعرى هل حفظت على النوى ... عهدى فحفظ العهد فيه شديد
وقال أيضا:
زعمت قرينة أن حبك بادا ... كذبت قرينة بل نمي وازدادا
أقرين انّ توجّدى وتشوّقي ... منعا الرّقاد فما أحسّ رقاد!
وهواي بالبلد الذى أو طنته ... لا أبتغى أبدا سواه بلادا
كم ذكرة لك هيجت لي حسرة ... وجرى لها ماء الشؤون وجادا
أقرين لو أبصرتنى لرثيت لي ... بين الرّفاق أسائل الورادا
اكنى بغيرك والهوى بك مفصح ... عجبا لذاك تفاوتا وبعادا
هلّا رثيت لهائم يفنى بكم ... ليل التمام تقلبا وسهادا
ان لم يكن ورد المنية هالكا ... ولما ألمّ بوردها أو كادا
وقال يهجو اسحاق بن سعيد بن سالم:
أمنن علىّ بقلة الودّ ... وبكثرة الاعراض والصدّ
واذا خلوت بمن تفاكهه ... فاشتم له عرضى على عمد
لا تشتمنّ بغير تزنية ... فلك الأمان به من الحد
فلقد تركت الأرض ضيقة ... من بعد فسحتها على الفرد
وملأتها مقتا ومبغضة ... فاذا ذكرتك ضاق بى جلدى
فالله أسأل أن يعوضنى ... من قرب ذكرك أبعد البعد