لأعطى سليمى خير شيء تحبه ... وأهل لأن تعطى ويبذل سولها
اذا نزلت سلمى محولا تأزّرت ... من النبت حتى تستريض محولها
قال أبو بكر: حدّثنا احمد بن اسماعيل، قال: سمع أحمد بن يوسف لأخيه على شعرا قد كتب به إلى هوى له:
أيا باذلا ودّا لمن لا يشاكله ... يساعده في حبه ويواصله
عليك بمن يرضى لك الناس ودّه ... أواخره محمودة وأوائله
فكتب اليه أخوه أحمد:
وفّقك الله يا أخى للسداد، وهداك للرشاد. قرأت لك شعرا أنفذته «١» الى من تخطب مودّته، وتستدعى عشرته. فسرنى شغفك بالأدب، وساءنى اضطرابك فى الشعر. وليس مثلك من أخرج من يديه شيئا يعود بعيب عليه، وأعيذك بالله من أن تلج لجة الشعر بلا عوم «٢» ينجيك منها، وسباحة تصدرك عنها، فتنسب «٣» إلى قبيح أمر هويت النسبة «٤» الى حسنه. فاعرف الشعر قبل قوله، واستعن على قوله «٥» بأهله، ثم قل منه ما احببت، اذا عرفت ما أوردت واصدرت. وهذه أبيات في وزن أبياتك، نظمتها بمثل ما نثرته لك وهى:
أبا حسن عان الرواية «٦» قبل ما ... تريغ «٧» من الشعر الذي أنت قائله
ففي الشعر فضل إن وفيت بحقه ... ونقص اذا لم توف يشهر باطله