قال أبو بكر: حدّثنى محمد بن على المعروف بابن الخراسانى، قال: حدّثنى أبو شبل البرجمي الشاعر، قال: كنا عند أحمد بن أبى سلمة، وكان أكرم الناس وأظرفهم، وكان خاطره في الشعر قريبا سريعا، وغلام له يسقينا حسن الوجه، فلما عمل الشراب دعا بدواة وكتب:
ظل يختال في رداء شباب ... ذو صبا يقتضيك حقّ التصابى
بمدام كأنما اعتصروها ... من خدود الكواعب الاتراب
فى قميص مفوف «١» من زجاج ... ووشاح مؤلف من حباب
كلما سحبت «٢» أساءة خلق ... حسّنوه بمزج السحاب
ثم رمى بالرقعة الى. فقال: والله ما فيّ فضل، ولا أدرى ما قلت، ولكن قل أنت شيئا، فقلت له: وهل تركت لأحد مقالا، ولست أستطيع مجاراتك فى هذا في وزن ولا قافية ولكنى اعبر «٣» أحدهما فقلت:
قمر فى الظلام يسعي بشمس ... وشحت باللجين والمرجان
في كؤوس تكسو الأكف اذاما ... حملتها غلائل الزعفران