تراجم مجموعة كبيرةمن الشعراء المحدثين، وما لدينا منها أخبار أبى تمام، وأخبار البحترى، وأخبار الشعراء المحدثين، وأشعار أولاد الخلفاء، والمفقود منها كثير.
(٨) - قد استمد الصولى معرفته للموسيقى والغناء، ومعرفة الألحان وإيقاعاتها- من الحفلات التى كانت تقام فى قصور الأمراء والخلفاء ومن اتصالاته بالمغنين والملحنين (أخبار الراضى- ٤٦) ، ويقول د. أحمد جمال العمرى- رحمة الله-: وقد اشتهر الصولى بأنه كان يعرف الغناء ويجيده، ويعرف أضربه وفنونه ومقاماته..، ويعرف مراتب المغنين والمغنيات، وليس أدل على ثقافة الصولى الموسيقية من تأليفه كتابا عن إسحاق الموصلى (وفيات الأعيان لابن خلكان- ٣/٤٧٧) ، أكبر المغنين فى العصر، جمع فيه أخباره ومؤلفاته- أبوبكر الصولى ص ٩٦.
(٩) - لم تنته ثقافة الصولى عند الأدب واللغة والفقة والموسيقى، بل إنه اطلع أيضا فى علم الكواكب والنجوم، وما كتب عن الكسوفات والخسوفات وما أتت به الروايات والتنبؤات، وكان يربط دائما بين ما اطلع عليه ودرسه، وبين الأحداث المحيطة به، فحين قتل المتقى لله سنة ٣٣٣ هـ، ربط الصولى بين مقتله وبين ما جاءت به الرواية من ناحية، وما حدث من كسوفات فى الكواكب من ناحية أخرى، يقول:
وما أعجب ما اتفق له من صحة الأخبار فيه، جاءت الرواية أن عمر الحادى والعشرين من الخلفاء أقل من ثلثى عمر الذى كان قبله، وأكثر من نصفه، فكان كذلك، وذكر بليناس فى كتابه الذى ذكر فيه الكسوفات، وهو كتاب قديم، قد ألف فى قديم الدهر أمر ملك بابل فقال: وأنا أحكى لفظة من كتابه، ومن طلب هذا الكتاب، وجد ما ذكرته فيه على ما شرحته، إن شاء الله، قال بليناس: أخبار الراضى- ٢٨٣.
(١٠) - ذكر ابن تغرى بردى أن الصولى نبغ فى علم الهندسة، وأن هذا العلم انتهى إليه- لأنه شارك فى وضع دعائمه وأصوله- النجوم الزاهرة ٣/٢٩٦.
(١١) - النديم- بأوسع معانيها- هو الأديب، ذلك الذى يجمع بين مختلف العلوم- (من كل بستان زهرة) - فيكون عالما وفقيها وكاتبا وشاعرا، ملما بأنواع الثقافات السابقة والمعاصرة، ملما بالعديد من العلوم كالفلك والطب والنجوم والطرد والقنص، ولعب الصوالج، والشّطرنج، والموسيقى، والغناء، ولا تقف ثقافته ومعلوماته عند هذه الثقافات، بل لابد أن تتوافر فيه، وتجتمع له ألوان أخرى من الشمائل الخلقية مثل: الدماثة واللين والصبر واللباقة وحسن التصرف، قادرا على التكيف حسب ما تقتضيه الظروف والأوضاع، مرنا، يتشكل ويتلون بشكل وميول مجالسيه من الخلفاء والأمراء والوزراء، ذكيا، سريع الخاطر، لمّاحا، يستشف الأفكار، يكتم الأسرار، لا يخطئ، ولا يتلجلج، ولا يترلق ... وهل كان الصولى إلّا كل هؤلاء فى رجل واحد!؟ انظر كشاجم- أدب النديم- ص ٣ ط بولاق سنة ١٢٩٨ هـ، وابن عبد ربه- العقد الفريد- ١/٢٦٥ تحقيق أحمد أمين وآخرين، ط مصر ١٩٤٠ م، وانظر د. أحمد