فاشتد ذلك على محمد بن ياقوت وكان قد حجبه وملك على الوزير محمد بن على، فندب الراضى الناس للخروج مع ابن ياقوت لمحاربته من غير أن يرى ابن الخال أنه يحب، قتاله وإنما أحب تأخيره مديدة استيطارا «١» منه لأنه لم يدر كيف تؤول الأمور. فلقيه ابن ياقوت بنهر يتن بقرب النهروان، فقتله واحتز رأسه فجىء به الى الراضى فأظهر سرورا بذلك وسلمه إلى أهله فدفن بقرب قبر أبيه فى قصر عيسى بن على فى الكرخ فى الجانب الغربى.
وخلع فى يوم الأربعاء لست بقين من جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة على محمد بن ياقوت لقتله ابن الحال وطوّق وسوّر.
وخلع فى يوم الخميس بعد ذلك بيومين على الوزير محمد بن على لمعاونته على ذلك وكان قتل هارون بن غريب فى يوم الثلاثاء لسبع بقين من جمادى الآخرة وإلى هذا الوقت فما ذكر الراضى [أحدا]«٢» من الجلساء ولا جلس ولا كان يشرب النبيذ ولا يوافقه، وكنت أحسن تركه وكان فى إمارته ربما اشتهى أن يصل مجالسه ويبر من يحضره ويشرب اليسير منه، فيتأذى بذلك ومازال ذكيا فطنا لقنا لما يسمع بحضره ما يريده من غير فكر فدعا يوما اخاه هارون وكانا نفسا واحدة فى جسمين فى ايام ابيهما، مكتبهما واحد وأمرهما واحد، يقدم طباخوه الطعام لهما شهرا ثم يقدمه فى الشهر