يلجأون إلى أهل اللغة فيها فأخذ الكتاب وأدخله إلى المقتدر وعرفه ما عرفته فأزال كل شىء خفته. ثم قلت للراضى بالله قد أمرت أن تجلس فى غد ليملك بحضرتك ابن الجواليقى بدار السيدة، وقد وعدوا جماعة فيهم الحسين بن اسماعيل المحاملى، وسيبكر إلى هاهنا فى غد فارفع مجلسه وأقبل عليه وانبسط فى مذاكرته، وإنى أحب أن يسمع الناس وصفك والثناء عليك من مثله، ففعل جميع ذلك. ثم حضرت وانقضى أمر الإملاك، فأخذ المحاملى بيد أبى بكر الخرقى، وقال «ما رأيت فى أهل هذا البيت شيخا ولا كهلا ولا حدثا يشبه هذا الفتى يقول حدثنا وأخبرنا وينشد ويعرب، وهذا كله من فعل هذا- وأومأ إلى- فأحب أن تتحمل رسالتى إلى القهرمانة ريدان، وتقول لها ما الذى فعلتم بمن صير هذا الأمير فى هذا الحال، فقلت أنا لأبى بكر الله يعلم ما أفعل هذا الا لله عز وجل، لأنى أقول لعلهما أن يليا من أمور المسلمين شيئا فينفعهم الله بهما. وجعلت أقتضى أبا بكر الجواب فدفعنى أياما ثم قال لى أنت فى طرف والقوم فى طرف أديت إلى ريدان قول القاضى فقالت لى «إن هذه المحاسن من هذا الرجل عند السيدة ومن يخدمها مساو [ىء] فقل له عنى يا هذا، ما نريد أن يكون أولادنا أدباء ولا علماء، وهذا أبوهم قد رأينا كل ما نحب فيه وليس بعالم. فاعمل على ذلك» فأتيت نصرا الحاجب فأخبرته بذلك فبكى، وقال: كيف نفلح مع قوم هذه نياتهم! فقلت والله ما أعود اليهما بعد هذا. فقال ولا لك حظ فى ذلك. ولكن امض ساعة فى الأيام ثم اقطع