ركعتين خفيفتين قرأ فى الثانية الحمد وقل هو الله أحد وخطب بكلمات يسيرة. وصاروا من غد إلى الجامع الشرقى فوثبوا بالقاضى وما تركوه يخطب، فانصرف مفلتا من أيديهم، وأمر الوزير أن يفتتح الخراج فى هذا الشهر فضج الناس من ذلك. ومات فى هذا الشهر أبو منصور ابن جبر النصرانى، وما اصطفى بن يعقوب النصرانى صاحب بيت مال الخاصة من قبل مؤنس الخادم، وورد تابوت ابن دولة الحسن بن على ابن محمد بن الفرات الى بغداد من الشام، وذكرت عنه فى ولايات تولاها أمور قبيحة من الظلم. وغرق القاضى ابن كاس فأخرج وبقى أياما ومات. وشغب العامة لغلاء السعر فى مسجد الرصافة ودخل الجند فى طلبهم إلى الصحن فصعدوا الى السطوح وغتوا الفرسان بالحجارة حتى هربوا وحارب الجند العامة يوم السبت بباب الطاق فأخذ السلطان جماعة فضربهم بالسياط وأدارهم. وأشار الوزير بأن يسعر المكوك من الدقيق بثلاثة دراهم فما نفع ذلك. ونادى بأن يتعامل الناس بالغليظ من الدراهم والممسوح طلبا للرفق بهم. ووقع بين الحجرية والساجية فى صفر خلاف فمشى بينهم قوم فاصطلحوا.
وقلد فى هذا الشهر الحسن بن عبد الله من تكريت إلى آمد، وفورق على مال واستقام أمره، وأزيل عنه من بالموصل. ومات فى يوم الخميس للنصف من ربيع الأول هارون بن المقتدر بالله أبو عبد الله وكان كاملا فى عقله وأدبه وأظهر الراضى حزنا شديدا عليه، وقال لنا هذا على أنه كان يسعى على هذا الأمر ويكاتبه فيه جماعة منهم ابن ياقوت