كلّكم فى معجّل الدّهر والآ ... جل جمّ العلى معافى سليم
وبلغ الراضى أمر القصيدة، فقال اكتبها لى حتى أنظر فيها، فلما قرأها قال لى: أنت والله معهم فى هذا كما قال البحترى:
إذا محاسنى اللّائى أدلّ بها ... كانت ذنوبى فقل لى كيف أعتذر
علىّ نحت القوافى من معادنها ... وما على لهم أن تفهم البقر
فما نفعنى ذلك شيئا بل ضرنى. وإلى وقتى هذا أنا فى خمار كأسهما التى أعدداها لى، فما يقبل على من وليا به عنى وأحمد الله.
وفى المحرم أمر رجل يعرف بالحواجبى، على خال ابن سنكلا نصرانى يعرف بأبى عمرو بن شريح بمعروف فشكا ابن سنكلا بعبد الله إلى الراضى فأمر بالقبض على الحواجبى، وأمر بإحضاره الدار، وأن يضرب بالسياط. فما زال إسحاق بن المعتمد وما زلت معه نكلمه فيه ونعلمه أن قتل هذا عظيم وسمع ضجة، فقال لذكى الحاجب: ما هذا؟
قال أهل باب الطاق فى أمر الحواجبى. فقال لئن زادوا لأخرجنه اليهم مصلوبا هذا لم يرض أن وثب على كاتبى حتى تخطى إلى ذكرى فوجهنا وصرفناهم، ولم نزل حتى أمر بحبسه، وأفلت من غير ذلك وبلغ هذا البربهارى فعاتبنى فيه وخاصمنى، وجاءنى أصحاب الحواجبى يشكرونى فقلت اعفونى من هذا فإنى فى بلاء عظيم، وتكلم فيه كل جليل فما نفع. وشاورنى أصحابه فعرفتهم أن الراضى لا يفعل