هذا الأمر فأما إذ دفعت اليه فو الله لا طلبه أحد فى أيامى ساعيا على فعاش. ثم أمر به فنحى وأدخل بيتا حيال بركة السباع فعرفنا من الغد أنه قتل فى ليلته، وأخذ جماعة بسببه فحبسوا منهم المعروف بالزهرى وابن أبى الحناء وإبراهيم وغيرهم.
ثم حدثنا الراضى بعد ذلك قال كان الفرسان الذين رأيتموهم بالثريا قد عزموا على الفتك بنا فلما جاء ابن بدر يئسوا فمضوا فقال واحد منهم لبعض من كان ندبه لهذا: لقد مددت يدى إلى سيفى مرات لأضربه به يعنينى فقال فهلا فعلمت لعنك الله وأراد قائل هذا أن يكون وزيرا لابن المنتصر، وهو يريضه لهذا منذ مدة وقد أغناه ثم قرأ علينا رقعة جاءته من أبى على بن مقلة: العجب من اتهام الناس إياى بسبب هذا الأمر، وتعجب الراضى من جهل من اتهمه بهذا الأمر وأقرأنا جوابه اليه يصدقه فى قوله، وبأنه ما سمع ما ذكره ولا وقف عليه إلا من رقعته ويسكّن منه.
وأمر بطلب أولئك الفرسان نظفر ببعضهم فآمنهم ووصلهم، وفرق بينهم، وسمع كلام كل واحد منهم مفردا، فحدثنا أنهم عرفوه كيف جرى الأمر من أوله إلى آخره حتى وقف على صحته، وجعل الراضى يورى عن ذكر الفاعل لهذا إذا حضرت جماعتنا، ويصرح به إذا حضر من يثق به منا واتصل هذا الخبر بابن رائق فقدم فى آخر شهر ربيع الأول، وتلقاه ابنا الراضى، وأظهر أنه قلق لما جرى وخاف أن يسعى فى مثله لبعده عن مولاه، وإنما جاء لضيق المال