عليه. وكرهت العامة خروج السلطان إلى الموصل لمحبتهم للحسن بن عبد الله وعنايته بانفاذ الدقيق إليهم ولبره بالأشراف وما يتصدق على الضعفى بسر من رأى وبغداد، ولكفاية أخيه على الناس أمر الثغور والغزو، وعنايته بغزو الصايفة وغيرها.
وخرج القاضى عمر بن محمد مع الراضى واستخلف ابنه يوسف ابن عمر على بغداد مكانه. فركب إلى جامع الشرقى فقضى وقرأ السجلات وركب معه جميع العدول وحضر محمد بن بدر الشرابى صاحب الشرطة مجلسه ونثر عليه دراهم ودنانير فى غير موضع، فوصل الراضى إلى سر من رأى وأنفق فى أصحاب بجكم نفائس منيفة كان أعدها لنفسه ولهوه، وظن الناس أنه سيقيم بسر من رأى وينفذ بحكم إلى الموصل فان احتاج إليه لحق به وإلا أقام بمكانه، وجعل كل من يصل إليه يشير عليه بذلك.
وورد عليه الخبر بتحرك أمر ابن رايق وأنه يكاتب الناس للوثوب ببغداد فظننا مع ذلك أنه لا يبرح وانطلقت الألسن لأجل ذلك بالمشورة عليه ألا يبرح من سر من رأى وكان أشد الناس كراهة لخروجه ورحيله القاضى عمر بن محمد وذكى الحاجب، فكنا نجتمع على ما نقوله. وورد كتب الحسن بن عبد الله وإلى الراضى وإلى بجكم يتضمن لهما أكثر مما ظن أنه يبذله له وكتبه بذلك متصلة إلى القاضى وهو يتولى إيصالها عنه وينفذ الجواب، وكان يقرئنى كل شىء يرد فأقام الراضى أياما بسر من رأى وطمعنه فى رجوعه، واتفقت مع القاضى على أن يكلم