أبغضته من بعد ما بذل الرّضا؟ ... هذا تجنّ من حبيب يرتضى
لا تجزعن للبعد توعده غدا ... فالله يصرفه بما فيه قضا
ظلم الحبيب فأظلم البيت الّذى ... أمّت مطاياه به ذات الأضا
قد قال بشّار وكان مسدّدا ... يحوى المعانى إن رمى أو أنبضا
قد ذقت ألفته وذقت فراقه ... فوجدت ذا عسلا وذا جمر الغضا
خذ من زمانك ما صفا لك قلّما ... يغنيك غمّك بالتّكدّر إذ مضا
واصبر على غرق بنعمى نلتها ... إنّ الزّمان لمقتض ما أقرضا
فهويت فى لجّ علاك عبابه ... لا بدّ أن تلقى الّذى لك قيّضا
إن قمت فيه لم تطله لغزره ... ورأيت تحت الرّجل منه مدحضا
وتسرّعت منه اليك حجارة ... تذر الصّحيح من العظام مرضّضا
وكساك من يده ولم تستكسه ... عشرا يؤلّفه المدود وعرمضا
نجّاك من نجّا بلطف يونسا ... منه وكان لقبض روحك معرضا
هذا وقد ثلم الزّواقل جانبى ... فأفضت دمعا عند ذاك مغيّضا
أبكى كساء كان أوثق عدّتى ... إن أخصر البرد العظام ونقضّا
ومخدّة قد كان يألف لينها ... خدّى فأضحى الجسم منها ممرضا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute