للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استكتبت الفضل بن جعفر، وكان كاتبا من بيت كتبة، وكان نائبا عنى فحسن أثره عندى فى جميع ما فعله، ولم تنله مهنة من أصحاب بجكم تضع من الوزارة ومنه. فلما توفى نظرت إلى من بالحضرة فاذا هم من قد عرفت، وإن علقت هذا الاسم بواحد منهم لما مضى عليه أسبوع حتى يسأل مالا يقدر عليه، ويمتهن كل الإمتهان. فنظرت إلى أرفع من أعلمه فى الزمان ممن يسلم من هذا ويبعد عنه، فلم أجد غير ابن البريدى، فاستكتبته لهذه العلة، وليبقى اسم الوزارة على حال صيانة ورفعة فدعونا له وقلنا: والله يا سيدنا ما سمعنا كلاما أوضح بيانا، ولا أفلج حجة! وتتابعت هدايا الناس إلى الوزير ابن البريدى. ونالت بجكم علة صعبة، ووافت الأخبار بأن الديلمى وافى واسط، فنزل الجانب الشرقى، وأن البريديين عبروا إلى الجانب الغربى. وكتب يستنجد ببجكم، فخرج الراضى وبجكم على علته نحو واسط يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة بقيت من شعبان ولم يخرج بجكم معه أحدا من الديالمة، خوفا من أن يستأمنوا. ورجع الترجمان إلى بغداد، وأقام الراضى بالزعفرانية، ولحق به بجكم وهو عليل. وتعرض الحنبلية لمن قصد الحى للنصف من شعبان، فنودى فيهم: أنهم متى عرضوا لهم عوقبوا أشد معاقبة، فكفوا. وكان ابن إسماعيل بن أحمد قد ولى شرطة بغداد قبل هذا الوقت بشهر وأيام، فركب ووقع بين الحنبلية والضرابين والنخاسين قتال فأعان على الحنبلية. ورجع السلطان إلى بغداد لليلتين بقيتا من شعبان، لما اتصل به أن الديلمى قد رجع إلى