للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد سبقت بمدح فيه فزت به ... صدق إذا مدح الأملاك بالكذب

فاسمع لمدح يلذّ السّمع منشده ... لا تجعل الرّأس فى الأشعار كالذّنب

مشبّه لفظه فى حسن مذهبه ... بلفظ شعر بنار الحسن ملتهب

يا من يحمّل ذنب الرّاح شاربها ... أقبل بوجه الرّضا فى ساعة الغضب

لا والّذى أنت منه نعمة ملأت ... عرض البلاد وحلّت حبوة النّوب

ما فى عبيدك إن فتّشت أمرهم ... أقلّ منّى فى رزقى وفى نشبى

يا من يحمل ذنب الراح، هو بيت له من أبيات كانت تعجبه، فضمنت أنا هذا البيت ومدحته على وزن الأبيات وقافيتها.

ومن ذلك ما ظهر منه فى آخر أيامه عند موت زيرك القاهرى، ثم عرف حالة ما خلف، فقال ارفعوه إلى فلان يتصدق به، فلما رأى فلان ذلك هاله واستعظمه، فوجه إليه ما أحسن أن أمس شيئا من هذا دون أن تراه، فوجه إليه أنا أعلم به منك فبعه وتصدق بثمنه. فوجه إليه:

هذا ليس لمثله مشتر إلا أمير المؤمنين أو الملوك من عبيده، فقال بعه وتصدق بثمنه عنه ولا تراجعنى. فقال لى بعض الجلساء- وقد حدثنا الخدم بهذا- أتراه يأمل اجتماعا معه فى الآخرة حتى يخدمه! فقلت له حسبك من الكلام فى هذا، فقال والله ما تكلمت حتى أبلغ منى وزعم الخدم أنه خلف عينا وورقا وطيبا وجواهر وبلورا وثيابا ودواب وسروجا ومناطق بقيمة مائة وخمسين ألف دينار فما أخذ منه إلا العين والورق وكانا أقله.