للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأكراد غرة، فبطل أمرنا فى الرزق وغيره، وقوى الخبر. وكان أحمد ابن على قد ابتدأ فى مطالبة الناس بالخراج فى النيروز الأول، فخرج أمر بجكم بتأخير الافتتاح إلى النوروز المعتضدى.

وكنا بين يدى بجكم حتى ورد الخبر عليه بالقطع على القافلة بطريق خراسان، فامتنع من الطعام غما بذلك واضطرب له، وقال: لو ساغ لى أن أسير أنا فى طلبهم لسرت، وأمر الترجمان بأن يخرج فى طلبهم وقوى أمره فخرج، فما صنع شيئا. ورجع فى النصف من رجب بأديم كان وجد مطروحا وحمير، فقال بجكم لما بلغه: هو رجل جيد لغير الحرب.

وانحدر الترجمان من بغداد الى واسط لعشر بقين من رجب فوافاها وقد شخص الى المذار. وورد الخبر بايقاع صاحب خراسان بأخى مرداويج وهزيمته اياه. وقد كان ورد على بجكم قتل ما كان فاحتجب ثلاثة أيام عنا غما بما ظهر فقلنا له فى ذلك فقال: هو مولاى، كنت أقدر أن يرى ما صرت اليه، ثم أجلسه فى مكانى وأكون معه وما رأيت فارسا مثله قط.

ولما صح قتل بجكم حمل أحمد بن على الكوفى مالا كان قد اجتمع عنده الى المتقى لله، ووجد المتقى فى دار بجكم أموالا كثيرة مدفونة فى مواضع منها، حول البستان فى خوابى ودنان كثيرة، فاستخرجها وحملها اليه. ووجد القاهر- وكان فيما زعم يعذب فى أيام الراضى- فصرفه الى منزله، وصرف ابا جعفر محمد بن يحيى بن