للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقودوه، ولحق الجند بهم واستفحل أمرهم. وخلع على ابن النصر يوسف بن عمر لقضاء بغداد يوم الاثنين لست بقين من شعبان واشترط أن لا يقبل أصحاب السيوف، ولا يقبل فى حكم شفاعة، ولا يركب إلا إلى دار الخليفة ودار وزيره فقط.

وخرج سلامة الحاجب وقواد الأتراك معه إلى الزعفرانية، لقصد البريديين ومحاربتهم، وذلك يوم الثلاثاء لثمان ليال بقين من شعبان ومعه الترجمان فأحس سلامة منهم بغدر ومكيدة فاستتر، ومضى وجوه الاتراك إلى البريديين بواسط، وبعضهم إلى الحسن بن عبد الله وخلع على أحمد بن اسحاق الخرقى، وولى قضاء مصر والشامات والحرمين، ومر فى الشارع والجيش معه، لاختصاص كان له بالمتقى لله قبل الخلافة ووافى البريديان أبو عبد الله وأبو الحسين، ومعهما أبو جعفر محمد ابن يحيى بن شيرزاد وكاتب الخليفة عنهما بسمعهما وطاعتهما، وأنهما جاءا ليصلح إليه أموره كلها بخدمتهما له، ثم نزلوا الشفيعى يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان، ومعهما جيش عظيم فى الظهر والماء ولقيهما الناس مسلمين وظهر الناس جميعا فلم يستتر إلا محمد بن القاسم الكرخى وسلامة الحاجب وابنه وأحمد بن على الكوفى، وأشار البريديان على المتقى لله أن يستحجب غلامه المعروف بابن خزرى ففعل ذلك وطلب أبو عبد الله البريدى من الخليفة مالا لرجاله فوجه إليه بمائة ألف وخمسين ألف دينار، وسفر بينهما فى ذلك ابن ميمون الوزير،