عليه وأن القليل منهم يفى بالكثير من أصحابه احتال إلى أن سلك العراض، ودار بالموصل إلى بغداد ووصل إليها من تخلص من أصحابه كالمنهزمين. ووصل ابو بكر بن مقاتل إلى مجلس الشرطة من الجانب الغربى فرأى الجسر مقطوعا فأطلق من وقته دنانير وأقام من أصلحه وكان معه قواد ابن رايق ابن لأبى مسافر محمد بن ديوزان. فلقى ابن مقاتل السلطان واستأذن لابن رايق فأذن له فدخل بغداد بعد يومين والديالم على جملتهم بموقفهم ونادى لؤلؤ صاحب الشرطة فى جانبى مدينة السلام: يا معاشر العامة إن أمير المؤمنين قد أباحكم دماء الديلم وأموالهم فما عرف أحد من شذاذ بغداد وملاحيهم وعياريهم موضع أحد من الديالم إلا نهبوه وقتلوه وأخذوا جميع أملاكه، ثم وافى الديلم ودخل كورتكين من باب الشماسية وذلك فى يوم الخميس لتسع بقين من ذى الحجة فجعل العامة يدعون له وهو يرد عليهم ومنع أصحابه أن يعرضوا لعامى فما زال يسلك الشارع الأعظم من الجانب الشرقى إلى أن وافى دار الخليفة وهو لا يشك أنه معه على ما فارقه عليه فوجد الأبواب مغلقة فجاء من جهة الشط فرمى من التاج بالنشاب فرجع، وخيبه الله عز وجل حتى صار إلى جزيرة حيال قصر عيسى لا يوصل إليها من الشارع إلا بسلوك دروب ضيقة فأقام بها وجعل سواده وبغاله فى الاصطبل الذى بالمخرم وهذا كله بين يدى وأنا اراه من دارى بقصر عيسى ورمى أصحابه بالنشاب من دجلة، ورأيت ابن رايق قد جاء فى سميرية ومعه غلامان يرميان حتى اعان من كان يرميهم من دجلة. وكثرت