وصار إلى ابن رايق. فأما خبرى أنا فى آخر شهر رمضان وقت انحدار البريديين من النجمى، فان الديالم فى يوم الاثنين صاروا إلى دار ابن ينال الترجمان وهى ملاصقتى بقصر عيسى فنهبوها، وصعدوا سطوحها فوجدوها كالمتصلة بسطوحى، فنزلوا على من فوق سطوحى وأنا غافل ولى مجلس وعندى خلق من أصحاب الحديث وأهل الأدب فوثبنا إليهم وكلمناهم فما نفعنا شيئا، وخرج حرمناها ربات ولم يتركوا لى شيئا من ذخائر وغيرها، إلا أتوا عليها وأخذوا لى نحو مائتى قطعة من الثياب أكثرها من كسى الخلفاء وخلعهم، وأخذوا من الزجاج الفاخر والصينى ما لا يضبطه عددى، ووجدوا قطيعة من دفاترى فنهبوها، وأخذوا كل ذخيرة لعيالى وثوب وجدوه لهم، وجعل من كان عندى يخرج فيلقاه قوم منهم على بابى فيفتشه ويأخذ شيئا إن وجد معه.
ولقد حدثنى بعض جيراننا أنه رآهم يتجاذبون على بعض الثياب حتى تخرق فيأخذ كل واحد قطعة منها، وأنه رآهم فعلوا هذا بمناديل دبيقية، وظفروا بصندوق فيه طيب قد ذخرته فكسروه فى الأرض فما وصلوا إلا إلى اليسير منه، وكذلك غالية كانت فيه وعنبروند وأخذوا لى سرجين أحدهما ثقيل وحمارا من اصطبلى حتى اشتريته بعد ذلك بعشرة دنانير، وأشد ما بقى على ان بعض ضعفى أصحاب الحديث كان يجيئنى بعد ذلك فيقول كانت معى نفيقة فأخذت فى دارك وأحتاج أن أعوضه من ذلك، فكانت قيمة ما ذهب لى نحو ثلاثة آلاف