خلت من المحرم بعد أن فرق على جلسائه جملة دنانير فكان ممن نادمه فى ذلك الوقت على بن هارون المنجم فأمر له بألف دينار، وصرت أنا إليه لأودعه وهو فى الزبيدية فقال لى ألست معى فى هذا السفر؟ قلت إن أمر الامير، فجذب الدواة ووقع لى بخمسائة دينار بخطه فقلت لأبى عبد الله الكوفى إلى من هذه؟ فقال إلى أبى بكر بن مقاتل. وانحدر من ليلته وبكرت بالرقعة إلى ابن مقاتل فقال هذه مبهمة يعطى خمسمائة دينار مبهمة، ولو كانت إلى لخاطبنى. فأخذتها وانحدرت من وقتى إلى المداين فعرضتها عليه فوقع: يا أبا بكر أطال الله بقاءك ادفع اليه خمسمائة دينار، فدفع إلى مائة وخمسين دينارا، وقال أنا أدفع اليك الباقى بواسط فأضفت إلى ما أعطانى مثله، وتحملت وخرجت إلى واسط فما دفع إلى ابن مقاتل شيئا، وكلما وقع إليه بتوقيع قال أفعل ونحن فى إضاقة إلى أن صالح البريديين وشخص عن واسط، ولزمتنى مؤن أحوجتنى إلى أن بعت شيئا كان لى بالبصرة وأنفقته انتظارا لوعده، فما وفى بشىء، ولا أطلق لى درهما واحدا، فجئت اليه فى اليوم الذى صاعد فيه وقد تقدمه ابن مقاتل إلى بغداد، فقلت أنهضنى أعز الله الأمير إلى بغداد كما أخرجنى أمرك عنها. قال الحقنى بنهر سابس، فعلمت أنه لا يفعل شيئا فجلست مضطرا. ووافى أبو الحسين فصرت إليه فأكرمنى وقربنى، وكذلك ابو يوسف وتكفل بأمرى كله.
ووصلنى سرا وعلانية أبو القاسم عبد الله بن أبى عبد الله الوزير، وأما الوزير أبو عبد الله فانى لم أجده كما عهدت، على أنى نكبت بعده، إلا أنى