الخلع الى واسط، فلبسها الوزير، وركب فيها بين يدى داره وكنت أنا بواسط فقال لى: أعملت شيئا فى أمرنا هذا؟ فأنشدته شعرا والله ما مدح أحد منهم قط بمثله فيه وهو
هنيئا للوزير قضاء دين ... به أضحى الزّمان قرير عين
وعود وزارة سيقت اليه ... كعودة قرب حبّ بعد بين
أبى عبد الاله أجلّ كاف ... تسمّح بالنّضار وباللّجين
ويهنى ذاك يعقوبا أخاه ... وصنوهما الكريم أبا الحسين
هما قمرا الزّمان وغرّتاه ... مريحا الملك من عار وشين
أحلّا منه نصحا وافتقادا ... مصالحه محلّ النّاظرين
وما كان الفساد وقد تعلّى ... ليخفضه سوى إصلاح ذين
ويهنى ذاك عبد الله فيه ... فتاه فهو إحدى الحسنيين
هلال لم تبدّده اللّيالى ... فينقصه مرور الفرقدين
ترادفه السّيادة غير وان ... ويشبهه تشابه قرّتين
كما أودعت سطرا من كتاب ... ولم تنقطه غينا بعد عين
وزير مقبل الأيّام عال ... على أعدائه طلق اليدين
يهين المال بالافضال جودا ... ومرقى الجود صعب غير هين