وولى ناصر الديلمى شرطة الجانب الشرقى مكان توزون فالتزم وأنصف.
وتواترت الاخبار بأقبال السلطان إلى بغداد، وأن الأمير أبا الوفاء حركهم وقال كلوا الأمر إلى وكونوا من ورائى فأخرج البريدى المضارب إلى الشماسية ليقاتلهم، وعيد السلطان بحبة من طريق ووافى، الموصل تكريت وأخرج البريدى الأتراك والديلم إلى المضارب بباب الشماسية وأنفذ أبا طاهر القاضى، برسالة إلى السلطان، بأن يجىء إلى داره، وينصرف هو والجيش عنه فعاد بجواب لم يحبه البريدى وهرب قائدان من قواد الديالمة فى أربعمائة نفس إلى السلطان.
ووجه البريدى بالترجمان من واسط فى عدة ورجال، مددا لأخيه أبى الحسين، فدخل بغداد يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة خلت من شوال واتهم ابن شقيق صاحب أمير خراسان بأنه يضرب الجيش فأنفذه إلى واسط بعد أن أراد حبسه وتقييده، فمنعه الاتراك من ذلك عصبية له وخاف أبو الحسين البريدى أصحابه ولم يثق بهم فأرى الناس أنه مصاعد لقتال السلطان، ثم انحدر هو وأصحابه ليلا ورمى بعضهم العامة ووافى الحسن بن عبد الله بغداد ومعه مال أعده لعمارة بغداد وضياع السواد، وذهب لتوزون مال عظيم فعوضه الحسن من ذلك رزق عشرة آلاف دينار كل شهرين برسم المماليك، وضج الناس بالدعاء وضربت مائة قبة ودخل الخليفة بغداد يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة بقيت من شوال، وكان خروجه عنها يوم السبت، لسبع ليال بقين من جمادى