وسبيهم الرجال والنساء، فعظم ذلك على الناس وقصد ناصر الدولة المولدين من المرتزقة فأسقط أرزاقهم، ووفر المال على المقيمين بواسط لحرب البريديين، وأخرج كاتبه النصرانى المعروف بسهلون إلى ابن طغج فى صفر بهدايا كثيرة، وطلب مال للسلطان فخرج إلى هيت وركب البرية إلى دمشق، ومعه خلق عظيم فهلك أكثرهم ونهب ما كان معهم.
وغلب البريديون على نواحى الجامدة، لخلاف وقع بين سيف الدولة، وبين توزون التركى وصار أحمد بن بويه ابو الحسن الديلمى إلى دجلة البصرة، فأقام حيال نهر معقل يحارب البريديين، فوردت كتبهم على ناصر الدولة يسألون الصلح وأن يولوا ويقاطعوا على مال يحملونه، فلم يجابوا.
وورد كتاب الديلمى يسأل مثل ذلك فأجيب اليه وأنفذت الكتب جوابات كتبه، وخلع طمعا فى أن يزيل أمر البريديين، واتصلت الحرب بينهم إلى أن استأمن إلى البريديين قائد للديلمى فحمل البريديون بين يديه مالا عظيما واعطوه من الثياب والطيب وسائر ما يعطاه مثله. ما عظم وشاع ذلك واستعظم إلى أن خاف ابن بويه ان يستأمن رؤساء عسكره، لما اتصل بهم من الخبر بما عمل بالمستأمن، فرحل راجعا إلى الأهواز وتحدث الناس بأن القرمطى الهجرى ولد له مولود فأهدى اليه ابو عبد الله البريدى هدايا عظيمة فاخرة فيها مهد ذهب مرصع بالجواهر