للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الوزارة إلا التسمية والكوفى ينظر فى الأعمال والأموال، فكان على ذلك إلى أن هرب ناصر الدولة فصرفه المتقى لله صرفا جميلا، وأقره على ما كان فى يده من تدبير أمر ضياع والدته وضياعه، واستوزر أبا الحسين بن مقلة، وخلع عليه فى شهر رمضان بعد خروج ناصر الدولة لولا أن ناصر الدولة لم يخرج، حتى نكب سلامة الحاجب وابن الأشنانى القاضى وابن بلوا المعطى، وعذبه عذابا شديدا ما سمع بمثله وذكر جماعة وسن من الضرائب على الناس ما لم يسمع بمثله وأتى قبل ذلك على التمارين بأخذ أموالهم، فحدثنى جماعة منهم قالوا دخلنا عليه وهو بالقرب من مضربه، فقال لنا ما آخذ ضريبة إلا من التمر وأنتم أعلم وما لكم بعده، فسررنا بذلك قليلا، فالتفت إليه بعض من يدبر أمره، فقال والدبس فقال والدبس، فقال له والبسر فقال والبسر، فأتى بقوله هذا علينا «١» وضيق ناصر الدولة على المتقى لله فى نفقاته، وعلى أهل داره وانتزع ضياعه وضياع والدته فجعلها فى جملته، واقتصر به على أجزاء يسيرة وخاطب أبا الحسن بن أبى عمرو الشرابى فى أمر السكنجبين بخطاب شهره الناس وتحاكوه، وقال إنما يكفى دار الخليفة خماسية سكنجبين فى كل يوم، ولأطالبنك بمال ما كنت تأخذه وتحدث الناس من فعله هذا وصنعه بالخليفة، ما كثر به الشاكى له والداعى عليه، وتمنى الناس بنى البريدى وغيرهم، مع ما نالهم من