للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غناءه، وأن أعداءه يرجفون به ويتالون المعايب له. وقد نسوا ما كان منه وما كان يعانيه ويقاسيه فى هذا الوقت من [الأ] مور الملابس بها. والله الذى لا إله إلا هو إنه بالرحمة له منها أولى من الاغتباط بها له ولا تعمل إلا على أن واحدا قام مقامه وفعل فعله، من أين يملك مثل طبعه حتى يجلس سائر نهاره وأكثر ليله، لا يأكل ولا يشرب ولا يتشاغل بشىء من جميع الملاذ التى لا يصبر الناس عن شىء واحد منها، ولا يحجب واحد عنه، ولا ينصرف ذو حاجة أتاه إلا راضيا إما بقضائها وإما بوعد فيها يقنع به، وإما بولاية يرى نفعها على ما أمله من حاجته وملتمسه، أو تعويض له من ماله، بصدر رحب ووجه طلق وخلق واسع، لا يقدر المتخلق على مثله وسل أين من كتب لبجكم وهو فى أدنى أمره فبلغ به أعلاه فربى الصغير بمعرفته، وتكهل الشاب بخدمته، وشاخ الكهل ولا يعرف غيره. فهو لجماعتهم كالوالد الحدب وكلهم له هايب طائع ومن أين يوجد رجل ما كتب لأحد قط واتصل به إلا علت مرتبته، وزادت حالته وطغى يساره، ثم يكون مفارقته له فيه سبب حتفه وسقوط حاله هذا ابن الخال هارون، مازالت حالته متوسطة إلى أن كتب له فبلغ به أقصى ما يبلغه مثله، إلى أن تغير له وفارقه فساق نفسه الى حينه ولقد حدثنى بعض أسبابه أن كتاب أبى جعفر نفذ اليه مطلقا بالرأى عليه بأن يقبل ما كاتبه به الراضى بالله ويرجع ويتركه حتى