إلي أن ساقه قسرا ... لموكب حربه رهج
أسيرا في يدي علج ... عدته بلؤمها علج
جنيب الخوف لا أمن ... ولا عزّ ولا فرج
أتاك به وليّك لم ... يخف نارا لها وهج
فظل تبيع شهوته ... كما يستتبع البذج
(البذج الجمل) يقول: يتبع يحيى ما يريد الفضل، كما يتبع البذج أمّه.
قال أبو بكر: ولما ماتت هيلانة جارية الرشيد، وجدبها وجدا شديدا، فرثاها الشعراء فوصلهم، فقال أبان على لسان الرشيد:
أعينى لقد جار الزمان فجودي ... ولا تطلبا لي راحة بجمود
لقد بنت ياهيلان منى فقيدة ... وربّ قرين بان غير فقيد
سقى الله دهرا كان يجمع بيننا ... ويرغم فيه أنف كلّ حسود
تمرّ لنا طير الزّمان سوانحا ... وانجمه تجري لها بسعود
ففقدك ياهيلان كدّر عيشتى ... وأخلق من دنياي كلّ جديد
وقال يعزى الرشيد عنها:
يا أمير المؤمنين المرتضى ... احمد الله على ما قد قضى
إن تكن هيلان وافت قدرا ... فاسل يعقبك به الله الرّضا
إنما يحزن من ليس له ... خلف يسليه عمّا قد مضى
بل أنا الباكى لشيب راعنى ... وشباب بان منى فانقضى