صفر، بل وجه فى طلب الخليفة أبى القاسم قبل أن يقبض على المتقى وكان المتقى لله لما قرب الامير منه، ولقيه ركب قبة نمور أهداها ابن طغج له، فلما رآه الامير أكب على الأرض فقبلها بين يديه مرتين فقال له: اصعد معى، فلم يصعد وكان عديله خادم له، فلما سايره وصار إلى السندية أحدق به الديلم، فقبض بعضهم على لجام بغلته العمارية، وعدل به، فأنزل المضرب، وتسلمت دوابه وجنائبه التى كانت تقاد بين يديه، وأخذت خزائنه، ونهب عسكره كله وكان من أمره ما ذكرناه، فكانت خلافته ثلاث سنين وأحد عشر شهرا، أولها يوم الاربعاء، لعشر بقين من شهر ربيع الاول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة. وآخرها يوم السبت لاحدى عشرة ليلة من صفر، سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وما أعجب ما اتفق له من صحة الأخبار فيه، جاءت الرواية أن عمر الحادى والعشرين من الخلفاء أقل من ثلثى عمر الذى كان قبله وأكثر من نصفه، فكان كذلك وذكر بليناس فى كتابه الذى ذكر فيه الكسوفات، وهو كتاب قديم قد ألف فى قديم الدهر «أمر ملك بابل» فقال وأنا أحكى لفظه من كتابه، ومن طلب هذا الكتاب وجد ما ذكرته فيه على ما شرحته إن شاء الله قال بليناس: «انظر إلى سر غامض فى الكسوفات، إذا كانت الشمس فى الميزان، ووقع كسوف القمر، وهو فى الحمل، وزحل فى