فأردت أن أتخذها مرجعا، أعتمد عليه، لكننى عند ما اطلعت عليها أثناء زيارتى باريس وجدتها كما قدمت، ووجدت المنسوخ قسما منها، ووجدت الكاتب قد مسخها، وشوهها وأكثر من الاغلاط فيها- فلعل الاستاذ يستدرك على الاستاذ «ميتز» أنه اعتمد على نسخة باريس ولم يعتمد فى الاصل، ولعله بعد ذلك يعدل عن جعل النسخة الباريسية مرجعا موثوقا به.
وكان بين تلك الرسائل التى انثالت على رسالتان تحملان إلى مع الشكر والاعجاب حثا على الاسراع فى إنجاز الجزء الذى يليه، لانه هام ولأن موضوعه فى الأدب أكثر منه فى التاريخ وعلى أن هذه الرغبة لم تكن بدعا من تلك الرغبات الكثيرة فقد كانت شاذة، ولكن هذه الغرابة وهذا الشذوذ البادى فى هاتين الرسالتين دفعنى إلى تقديم الاصول إلى المطبعة فى أكتوبر من عام ١٩٣٥ بعد أن اعتزمت ألا أقدمها إلا فى يناير من عام ١٩٣٦ كان إذا شذوذهما مفيدا حقا كما كان اعتدال غير هما من الرسائل مفيدا كذلك. وإنى لعاجز عن تصوير ما أحدثته هذه الرسائل فى نفسى كما إنى عن شكرها أشد عجزا.
ولم يكن حظى من الذين قرءوا الكتاب، ولم يكتبوا إلى بأقل من حظى من أولئك الافاضل الذين فرءوا الكتاب وكتبوا الى، بل كان حظى من بعضهم أوفى وأجل