حدّثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، قال حدثنا التوجى «١» قال:
مر أعرابى بحماد عجرد، وهو يلعب مع الصبيان فى يوم شديد البرد وهو عريان، فقال «تعجردت يا غلام» قسمى عجردا «٢» قال أبو خليفة والمتعجرد المتعرى والعجرد أيضا الذهب حدّثنى يحيى بن على قال حدثنى أبى عن إسحاق الموصلى قال:
كان حماد عجرد فى ناحية محمد بن أبى العباس أمير المؤمنين وهو أدّبه وكان محمّد يهوى زينب بنت سليمان بن على لما قدم البصرة أميرا عليها من قبل عمه أبى جعفر المنصور، فخطبها فلم يزوجوه لشىء كان فى عقله، وكان حماد عجرد. وحكم الوادىّ «٣» المغنى ينادمانه، فقال محمد لحماد قل فيها شعرا، فقال حماد على لسان محمد، وغنى فيه حكم الوادى فى طريقة خفيف الثقيل- ليس عن يحيى الطريقة-
زينب ما ذنبى وماذا الّذى ... غضبتم فيه ولم تغضبوا
والله ما أعرف لى عندكم ... ذنبا ففيم الهجر يا زينب
فجعل أهل البصرة يغنون فيه، فلما مات محمد بن أبى العباس طلب محمد بن سليمان أخو زينب بنت سليمان حمادا ليقتله، فهرب منه واستجار بقبر سليمان بن على، وكتب إلى محمد.