منكما إلى صوت يطربنى فهذه له، فابتدأ دحمان فغنى شعر قيس بن الحطيم فى طريقة الثقيل الاول:
حوراء ممكورة منعّمة ... كالماء شفّ وجهها نزف «١»
فلم يهش له، فغنى حكم الوادى فى شعر لمحمد يقوله فى زينب فى لحن خفيف:
زينب مالى عنك من صبر ... وليس لى منك سوى الهجر
وجهك والله وإن شفّنى ... أحسن من شمس ومن بدر
لو أبصر العاذل منك الّذى ... أبصرته أسرع بالعذر
فطرب وضرب برجله وقال خذها، وأمر لدحمان بخمسة آلاف درهم، وفى غير هذا الخبر: أنه سمى حكم الوادى لكثرة غنائه.
حدّثنا أبو ذكوان قال حدثنا العتبى قال كان محمد بن أبى العباس جوادا قويا وكان يلوى العمود ويلقيه إلى أخته ريطة فترده، قال وكان ممدحا، وفيه يقول حماد عجرد:
أرجوك بعد أبى العبّاس إذ بانا ... يا أكرم النّاس أعراقا وعيدانا
فأنت أكرم من يمشى على قدم ... وأنضر النّاس عند المحل أغصانا
لو مجّ عود على قوم غضارته ... لمجّ عودك فينا المسك والبانا «٢»