يفضّ الحديد المحكم النّسج حدّه ... ويبدو وراء الفرن وهو خضيب
وريحان قلبى كان حين أشمّه ... ومؤنس قصرى كان حين أغيب
كأنّى منه كنت فى نوم حالم ... نفى لذّة الأحلام عنه هبوب
جمعت أطبّاء العراق فلم يصب ... دواءك منهم فى البلاد طبيب
ولم يملك الآسون نفعا لمهجة ... عليها لأشراك المنون رقيب
وإنّى وإن قدّمت قبلى لعالم ... بأنّى وإن أخّرت منك قريب
وإنّ صباحا نلتقى فى مسائه ... صباح إلى قلبى الغداة حبيب
حدّثنا يموت بن المزرع قال قال المأمون: ما هجى ابراهيم بن المهدى فيما ادعاه على كثرة هجائه بأشد من قول الجاحظ فيه «هو خليفة، إذا خطب رأى آخر عمله»«١» حدّثنى أحمد بن يزيد المهلبى قال حدثنا حماد بن اسحاق قال قال جعفر بن يحيى لابراهيم بن المهدى- وكان يسميه خليلى وكانا متصافيين جدا- يا خليلى ان هذا الرجل يعنى الرشيد قد تغير لنا، وبان ذلك لى، وأنا أحب أن أستظهر برأيك، فتفقد ذلك اليوم.
وكانا قد اجتمعا عند الرشيد للشرب.
قال وكان ابراهيم أجود الناس رأيا لغيره وأضعفهم رأيا