والرّيح قد باحت بأسرار النّدى ... وتنفّس الرّيحان فى الجنّات
شفّع به السّاقى وطيب زمانه ... فى السّكر كلّ عشيّة وغداة
ومعشّق الحركات يحلو كلّه ... عذب إذا ما ذيق فى الخلوات
ما إن يراك إذا مشى مستنطقا ... لمغالق من فضّة قلقات
فكأنّه مستصحب ديباجة ... فى خضرة من كثرة الجلبات
طالبته بمواعد فوفى بها ... فى رقدة كانت من الفلتات
وقال
يا عين نوحى بأسرار الهوى نوحى ... قد برّح الكتم بى كلّ التّباريح
كم ليلة قد عدونا تحت كوكبها ... والفجر يومىء للسّارى بتلويح
تجرى بنا من بنات الرّيح ملجمة ... طارت بكلّ خفيف الجسم والرّوح
ينهبن أنفاسنا المسك العتيق إذا ... وطئن من لمم القيصوم والشّيح
ومغرمين بشرب الرّاح قد هتكوا ... أستارهم ولقوا عدلا بتصريح
خاضوا الظّلام إلى خمّار دسكرة ... منعّم النّوم يقظان المصابيح
يبيت يشخب زقّا أو يفرّغه ... بأنطع من رخال الذّيخ مذبوح
قلنا له هاتها واحكم على كرم ... فقد ظفرت بفتيان مساميح
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute