للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من بعد أن دبّ عليه النّمل ... وحيّة تقذف سمّا صلّ

وعقرب مخدورة قتّاله ... وجعل وفأرة بوّاله

وللمغنىّ عارض فى حلقه ... ونعسة قد قدحت فى حذقه

وإن أردت الشّرب بعد الفجر ... والصّبح قد سلّ سيوف الحرّ

فساعة ثمّ تجىء الدّامغه ... بنارها فلا تسوغ سائغه

ويسخن الشّراب والمزاج ... ويكثر الخلاف والضّجاج

من معشر قد جرّعوا الحميما ... وأطعموا من زادهم سموما

وأولعوا بالحكّ والتّفرّك ... وعصت الآباط أمر المرتك

وصار ريحانهم كالقتّ ... وكلّهم لكلّهم ذو مقت

وبعضهم عند ارتفاع الشّمس ... يحسّ جوعا مؤلما للنّفس

فان أسرّ ما به تهوّسا ... ولم يطق من ضعفه تنفّسا

وطاف فى أصداغه الصّداع ... ولم يكن بمثله انتفاع

وكثرت حدّته وضجره ... وصار كالجمر يطير شرره

[وهمّ بالعربدة الوحشيّه ... وصرف الكاسات والتّحيّه

وظهرت مشقّة فى حلقه ... ومات كلّ صاحب من فرقه]