فجرّد الرّأى لمن عراكا ... ثمّ اعصب الأقرب من رضاكا
فما يريد النّاس غير ذاكا «١»
وجعل المنصور يضحك وأبو نخيلة ينشده، فأمر له بمائة ألف درهم كتب له بها إلى الرى، فقال له عقال بن شبة: أما أنت فقد سررت أمير المؤمنين، فان تم ما أردت لتغتبطن، وإلا فاطلب فى الارض، فقال له أبو نخيلة.
كيف التّخلّص من شبا أنيابها ... علقت معالقها وصرّ الجندب
فلما أقبل من الرى وجه إليه عيسى بن موسى ببعض مواليه فقتلوه وسلخوا وجهه حتى لا يعرف، وقالوا له هذا أوان صر الجندب، فقال لقد كان جندبا على مشئوما، وهرب غلمان أبى نخيلة بالمال.
ومن شعر عيسى بن موسى
وحدباء لو أطلقتها من عقالها ... تضايق عنها الأفق والأفق واسع
ولكنّنى يعتادنى من حميّتى ... حذار شباب تمنطيه الوقائع
وخوفى أحداثا متى ما أنل بها ... أقف موقف الحيران والنّقع ساطع