(٢) ضعيف؛ أخرجه ابن أبي شيبة- كما في «إتحاف الخيرة» (٦٣٩٤/ ١) - وأحمد (٢٥٢٤٤)، والترمذي في «الشمائل» (٢٥٣)، والبزار- كما في «كشف الأستار» (٢٤٧٥)، وأبو يعلى (٤٤٤٢)، والمعافى بن زكريا في «الجليس الصالح» (١/ ٤٠ وأبو طاهر المخلص في «المخلصيات» (٢٦٢١)، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (٤٩)، واللخمي في «تاريخ إربل» (١/ ٤٠)، من طريق أبي عقيل عبد الله بن عقيل الثقفي، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ لَيْلَةٍ نِسَاءَهُ حَدِيثًا، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ: كَأَنَّ الْحَدِيثَ حَدِيثُ خُرَافَةَ فَقال: «أَتَدْرُونَ مَا خُرَافَةُ؟ إِنَّ خُرَافَةَ كَانَ رَجُلًا مِنْ عُذْرَةَ، أَسَرَتْهُ الْجِنُّ في الْجَاهِلِيَّةِ فَمَكَثَ فيهِمْ دَهْرًا، ثُمَّ رَدُّوهُ إِلَى الْإِنْسِ فَكَانَ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا رَأَى فيهِمْ مِنَ الْأَعَاجِيبِ، فَقَالَ النَّاسُ: حَدِيثُ خُرَافَةَ». وتابع أبا عقيل: أبو أسامة حماد بن أسامة، غير أنه قال: عن مجالد، عن الشعبي مرسلًا، لم يذكر مسروقًا، ولا عائشة - رضي الله عنها -، أخرجه إسحاق بن راهويه (١٤٣٦) .. ووكيع في «أخبار القضاة» (٦١٤) عن أحمد بن بديل .. كلاهما (إسحاق، وابن بديل) عن أبي أسامة حماد بن أسامة به بنحوه- وتصحف في «أخبار القضاة» إلى: «أبي أمامة» بدلًا من أبي أسامة- ورواية أحمد بن بديل موصولة بمثل رواية أبي عقيل الثقفي، وأحمد بن بديل قال عنه ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه على ضعفه. وقال الدارقطني: فيه لين. اهـ قلت: فروايته منكرة لا سيما عند مخالفة إسحاق بن راهويه وهو من هو. وهذا ما رجحه الدارقطني حيث قال في «العلل» (٣٦٣٥): والمرسل أشبه بالصواب. وقال البزار: لا نعلمه يروى إلا من حديث عائشة، وأبو عقيل مشهور. اهـ قلت: مجالد بن سعيد ضعيف. والحديث له طريق أخرى عن عائشة؛ رواه ثابت البناني، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن عائشة - رضي الله عنها - بنحوه. أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٦٠٦٨)، من طريق يزيد بن عمرو الغنوي، نا سعيد بن عبد الله السلمي .. وابن عدي في «الكامل» (٦/ ٣٤٦)، من طريق النضر بن طاهر .. كلاهما (سعيد بن عبد الله السلمي، والنضر بن طاهر) عن علي بن أبي سارة، عن ثابتٍ به بنحوه، ووقع في لفظ سعيد بن عبد الله: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - حَدَّثَهَا بِحَدِيثٍ وَهُوَ مَعَهَا في لِحَافٍ، فَقَالَتْ: بِأَبِي، وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْلَا تُحَدِّثُنِي هَذَا الْحَدِيثَ لَظَنَنْتُ أَنَّهُ خُرَافَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «وَمَا حَدِيثُ خُرَافَةَ يَا عَائِشَةُ؟ » قَالَتْ: الشَّيْءَ إِذَا لَمْ يَكُنْ قِيلَ حَدِيثُ خَرَافَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّ أَصَدَقَ الْحَدِيثِ حَدِيثُ خَرَافَةَ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي عُذْرَةَ، سَبَتْهُ الْجِنُّ، وَكَانَ يَكُونُ مَعَهُمْ، فَإِذَا اسْتَرْقُوا السَّمْعَ أَخْبَرُوهُ، فَيُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ، فَيَجِدُونَهُ كَمَا قَالَ». قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أنس إلا ثابت، ولا عن ثابت إلا علي بن أبي سارة، ولا عن علي إلا سعيد بن عبد الله، تفرد به يزيد بن عمرو الغنوي. اهـ قلت: إسناده منكر؛ علي بن أبي سارة قال عنه البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي بعد جملة أحاديث ذكرها له: وهذه الأحاديث التي ذكرتها لعلي بن أبي سارة عن ثابت كلها غير محفوظة، وله غير ذلك عن ثابت مناكير أيضا. اهـ وقال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٣١٥): في إسناد الطبراني علي بن أبي سارة، وهو ضعيف. اهـ وتابعه: عثمان بن معاوية. أخرجه ابن أبي الدنيا «في ذم البغي» (٢٧)، وابن حبان في «المجروحين» (٢/ ٩٧ - ٩٨)، والمعافى بن زكريا في «الجليس الصالح» (ص: ٥٠)، من طريق عثمان بن معاوية، عن ثابت به بنحوه، غير أنه لم يذكر عائشة، وقال: قال: اجْتَمَعَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نِسَاؤُهُ، فَجَعَلَ يَقُولُ الْكَلِمَةَ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ عندَ أَهْلِهِ. قال: فَقَالَتْ إِحْدَاهُنَّ: كَأَنَّ هَذَا مِنْ حَدِيثِ خُرَافَةَ ... الحديث، وذكر فيه قصةً. قلت: ما زادته هذه المتابعة إلا وهنًا؛ عثمان بن علي، قال عنه ابن حبان: شيخ يروي الأشياء الموضوعة التي لم يحدث بها ثابت قط. لا تحل روايته إلا على سبيل القدح فيه. اهـ وقال الحافظ ابن حجر: وهذا الحديث الذي أنكره ابن حبان على هذا الشيخ قد أورده ابن عدي في «الكامل» في ترجمة علي بن أبي سارة من روايته عن ثابت، عن أَنس فتابع عثمان بن معاوية، وعلي بن أبي سارة ضعيف. وقد أخرج له النسائي. «لسان الميزان» (٥/ ٤١١).