ثمَّ جمعتْ كلَّ ثناءٍ، وطوَتْ كلَّ مدحٍ، وأدمجتْ كلَّ حُسنٍ: من خَلْقٍ وخُلُقٍ، تحت لفظتين، بقولِها:«غَيظُ جَارَتِهَا»، فهو مِنْ بابِ الإردافِ، وإنْ شِئتَ منْ بابِ الوحيِ والإشارةِ، فقد ذهبتْ بهذه اللفظةِ من الإيجازِ كلَّ مذهبٍ، وأتتْ فيها من البلاغةِ والمُبالغةِ والغُلُوِّ بكلِّ مُعجِزٍ.
وفي كلامِ أمِّ زرعٍ من البديعِ: حُسْنُ التَّسجِيعِ، وكذلك في كلامِ هذه التَّاسعةِ، بل كلُّهُنَّ حِسانُ الأسجاعِ، مُتَّفِقاتُ الطِّباعِ، عربِيَّاتُ الإبداعِ، غيرُ مُستَكرَهاتِ الألفاظِ، ولا مُلفِّقاتِ القوافي، ولا قَلِقاتِ الفواصلِ، لاسيَّما هذه