للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غَرِيبُ قَوْلِ العَاِشرَةِ

«المِزْهَرُ» (١): العودُ الَّذي يُضربُ بِهِ ويُغنَّى فيه.

و «المَسَارِحُ» (٢): المَرَاعِي البعيدةِ، / يُقالُ: سَرَّحْتُ الإِبلَ. فَسَرَحَتْ اللَّازمُ والمُتعدِّي واحدٌ، قال الله تعالى: {حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل: ٦].

و «المَبَارِحُ»: نحوٌ مِنه، وهي حيث تبرح.

و «المَهَالِكُ»: جمعُ مَهْلَكَةٍ.

عَرَبِيَّتُهُ: /

قولُها: «مَالِكٌ! ومَا مَالِكٌ؟ »، ما هاهنا استفهامٌ فيه معنى التَّعظيمِ والتَّهويلِ والتَّعجُّبِ، وهذا كله من معاني «ما»، كما قيلِ: لِأَمرٍ مَا تُدُرِّعَتْ الدُّرُوعُ.

وحقيقةُ الكلامِ: ما مالك؟ وما هو؟ أي: أي شيء هو؟ ما أعظمَه وأجلَّه وأكرمَه! ومثلُه قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ} [الحاقة: ١ - ٢]، و {الْقَارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة: ١ - ٢]، أي: الحاقة، أو القارعة، أي شيء هي؟ ما أعظمَها وأهولَها! وكذلك قوله: {مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة: ٢٧]، / و {مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ} [الواقعة: ٤١] وشبهه. أي: مَا أعجبَ أمرَهَم وأهولَه وأعظمَه في النَّعيمِ أو العذابِ! ولكنْ تَكريرُ الاسمِ أدخلُ مِنَ الكنايةِ في بابِ التَّعظيمِ والتَّهويلِ، كما أنَّ اللَّفظَ المبهمَ واستعمالَه هنا أعمُّ وأفخمُ منَ التَّصريحِ والتَّفصيلِ، ومنه قولُ الشَّاعرِ (٣):


(١) «تهذيب اللغة» (٦/ ٩٠)، و «الصحاح» (٢/ ٦٧٥)، و «النهاية» (٤/ ٣٢٥).
(٢) «مشارق الأنوار» (٢/ ٢١٢) و «النهاية» (٢/ ٣٥٧).
(٣) البيت من السريع، وهو للسفاح بن بكير اليربوعي، واسمه معدان، ونسب لرجل من قريع، ينظر: «المفضليات» (ص: ٣٢٣)، و «البديع في نقد الشعر» (ص: ٢٥١)، و «خزانة الأدب» (١/ ٢٩٠).

<<  <   >  >>