للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفِيهِ مِنَ الفِقْهِ: جَوازُ ترْفِيَةِ المُتزوِّجَ بلفظِ الرِّفَاءِ على ما كانتْ عليهِ عادَةُ العربِ؛ لقولِهِ / - عليه السلام -: «كُنْتُ لَكِ كَأبِي زَرْعٍ في الأُلْفَةِ والرِّفَاءِ»، فيُستفادُ مِنْ هذا اللفظِ- / إنْ لم يَصِح النَّهيُ عنه- جوازُ قولِهِ للمُتزوِّجِ؛ لأنَّه إذا قالَهُ أحدُ الزَّوجينِ لِصاحبِه فما يَمنعُ أن يقولَهُ الأجنبيُّ لأحدِهِمَا؟

وقد اختلفَ العلماءُ في هذا، فرُوِيَ جوازُهُ، وقال عبدُ الملكِ بنُ حَبِيبٍ (١): واستحبُّوا تهنِئَةَ النَّاكحِ والدُّعاءَ له، وكانَ مِمَّا يُقالُ: بالرِّفاءِ والبَنينَ، باركَ اللهُ لكَ، ولا بأسَ بالزِّيادةِ على هذا مِنْ ذكرِ السَّعادةِ وما أحبَّ مِنْ خيرٍ.

وحُكِيَ عن شُريحٍ أنَّه قالَ لمُتزوِّجٍ: بالرِّفاءِ والبَنينَ (٢).

وكرِههُ آخرُون؛ فرُوِيَ عنْ عَقِيْلِ بنِ أبي طَالِبٍ أنَّهُ تزوَّجَ امرأةً فقالُوا لهُ: بالرِّفاءِ والبَنينَ، فقال: قُولُوا كمَا قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «بَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ وَبَارَكَ فِيكُمْ»، ذكرَهُ النَّسائِيُّ (٣)،

وفي روايةٍ: «عَلَيْكُم» مكانَ: «فِيكُمْ».


(١) ينظر: «النوادر والزيادات» (٤/ ٣٩٢).
(٢) عبد الرزاق في «المصنف» (١٠٤٥٨، ١٠٦٠٥، ١٠٦٠٧)، وسعيد بن منصور في «السنن»، (٦٦٥، ٦٦٦)، وابن قتيبة في «عيون الأخبار» (١/ ٤٣٧)، ووكيع في «أخبار القضاة» (٢/ ٣٠٣ - ٣٠٤)، والخطابي في «غريب الحديث» (٣/ ١٨)، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/ ١٣٤)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢٣/ ٣٢ - ٣٣).
(٣) ضعيف؛
أخرجه عبد الرزاق (١٠٤٥٦) - ومن طريقه الطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٣) رقم (٥١٣) -، والخطيب في «التاريخ» (١٢/ ٣٠٨)، وفي «موضح الأوهام» (١/ ٥٥٠)، من طريق أبي سعيد البصري ..
وعبد الرزاق (١٠٤٥٦) - ومن طريقه الطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٣) رقم (٥١٣)، وفي «الدعاء» (٩٣٧) -، عن ابن جريج، عن رجل ..
ومسدد- كما في «إتحاف الخيرة» (٥٥٥٩) - ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٧) - والبغوي في «معجم الصحابة» (١٨٦٦) - ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٧) - من طريق غالب القطان ..
وأبو عبيد في «غريب الحديث» (١/ ٢٠٧) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن شيخ له قد سماه ..
وابن أبي شيبة (١٧٤٩٨)، وأحمد (١٧٣٩، ١٥٧٤١) - ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٥ - ٦) -، والدارمي (٢٢١٩)، والبزار (٢١٧٢)، وابن الأعرابي في «المعجم» (٢٥٥) - ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٥) -، والطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٣) رقم (٥١٤)، وفي «الدعاء» (٩٣٧) - وأبو الشيخ في «طبقات المحدثين» (٢/ ٢٦٩)، والبيهقي (٧/ ١٤٨)، والخطيب في «موضح الأوهام» (٢/ ٥٥٠)، من طريق يونس بن عبيد ..
وابن أبي شيبة (١٧٤٩٧)، من طريق السري بن يحيى ..
وابن ماجه (١٩٠٦)، والنسائي في «الكبرى» (٥٥٣٦، ١٠٠٢٠)، وفي «المجتبى» (٦/ ١٢٨)، والطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٤) رقم (٥١٦)، من طريق أشعث بن عبد الملك ..
وابن أبي خيثمة في «التاريخ» (١٥٣٢)، والبغوي في «معجم الصحابة» (١٨٦٥)، والطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٢) رقم (٥١٢)، وفي «الدعاء» (٩٣٧)، وأبو نعيم في «المعرفة» (٥٦٠٥)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٦)، من طريق أبي هلال محمد بن سليم الراسبي ..
والبلاذري في «أنساب الأشراف» (٢/ ٧٦)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٦)، (٤٣/ ٥٢٢)، من طريق سليمان بن أرقم ..
وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٣٦٧))، والطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٤) رقم (٥١٧)، من طريق علي بن زيد ..
والطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٣) رقم (٥١٥)، والحاكم (٣/ ٥٧٧)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٥)، من طريق الحسن بن دينار ..
والطبراني في «الكبير» (١٧/ ١٩٤) رقم (٥١٨)، من طريق الربيع بن صبيح ..
جميعهم: اثنا عشر روايًا (أبو سعيد البصري، و (ابن جريج، عن رجل)، وغالب القطان، و (هاشم بن القاسم، عن شيخ له قد سماه)، ويونس بن عبيد، والسري بن يحيى، وأشعث ابن عبد الملك، وأبو هلال الراسبي، وسليمان بن أرقم، وعلي بن زيد، والحسن بن دينار، والربيع بن صبيح) عن الحسن البصري، عن عقيل بن أبي طالب فذكره.
وقع في رواية الحسن البصري فيما يرويه عنه غالب القطان: «عن الحسن، عن رجل من بني تميم قال: كنا نقول في الجاهلية: بالرفاء والبنين، فلما جاء الإسلام علمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قولوا: «بارك الله لكم، وبارك عليكم، وبارك فيكم»
وزاد يونس بن عبيد في روايته: «إنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ بِذَلِكَ». وعند البزار: « ... فَقَالَ: أَلَا تُرْفِئُونَنِي، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: بِالرِّفَاءِ وَالْبَنِينَ. فَقَالَ: لَا تَقُولُوا هَكَذَا ... ».
وفي رواية السري بن يحيى: «عن الحسن قال: قال رجل لآخر: بالرفاء والبنين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقولوا هكذا قولوا: بارك الله فيك وبارك عليك».
وفي رواية سليمان بن أرقم: « ... على الْخَيْرِ وَالْبَرَكَةِ، بَارَكَ اللَّهُ لَكَ وَبَارَكَ عَلَيْكَ».
قلت: الحسن البصري لم يسمع من عقيل بن أبي طالب.
قال البزار: وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن الحسن، عن عقيل، ولا أحسب سمع الحسن من عقيل. اهـ، وكذا قال الطبري، وابن حجر العسقلاني.
ينظر: «التوضيح» لابن الملقن (٢٤/ ٤٨٩)، و «فتح الباري» (٩/ ٢٢٢)، و «التلخيص الحبير» (٣/ ٣١٧).
وتابع الحسنَ البصري: عبد الله بن محمد بن عقيل.
أخرجه أحمد (١٧٣٨، ١٥٧٤٠) - ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٤١/ ٧)، وابن الأثير في «أسد الغابة» (٣/ ٥٦٢ - ٥٦٣) - من طريق إسماعيل بن عياش، عن سالم بن عبد الله الجزري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل به بنحوه.
قلت: رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين ضعيفة، وهذه منها، وعبد الله بن محمد ابن عقيل: ضعيف، ثم هو منقطع بين عبد الله بن محمد بن عقيل وجده؛ قال ابن عساكر: «ورواه عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جده منقطعًا» اهـ. «تاريخ دمشق» (٤١/ ٧).

<<  <   >  >>