للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطيبًا، حافظًا للغة والأخبار والتواريخ، حسن المجلس، نبيل النادرة ... بلغ في التفنن في العلوم ما هو مشهور، وفي العالم معلوم» (١).

[طلبه للعلم ورحلاته العلمية]

أخذ العلم عن أشياخ بلده سبتة، كالقاضي أبي عبد الله بن عيسي، والخطيب أبي القاسم، والفقيه أبي إسحاق بن الفاسي، وغيرهم. ثم رحل إلى الأندلس وكان خروجه من سبتة يوم الثلاثاء منتصف جمادى الأولى سنة سبع وخمس مائة فوصل إلي قرطبة؛ فأخذ بها عن ابن عتَّاب، وابن حمدين، وابن الحاجِّ، وابن رشدٍ، وأبي الحسين بن سِراجٍ، وأبي الحسن بن مغيثٍ، وأبي القاسم بن النَّحاسِ، وأبي بحر الأسديِّ، وأبي القاسم بن بقيٍّ، وأبي الوليد هشام بن أحمد بن العوادِ، وغيرهم من أعلام قرطبة (٢).

ثم خرج من قرطبة إلى مرسية يوم الإثنين لخمس بقين من المحرم، سنة ثمان من التاريخ ... وفي مرسية سمع على الصدفي الصحيحين، والمؤتلف والمختلف، ومشتبه النسبة لعبد الغني، والشهاب للقُضاعيِّ، وغير ذلك؛ وكتب عنه فوائدَ كثيرةً، وعارض بأصوله، وأجاز له جميع رواياته (٣).

ولقي في رحلته هذه جماعةً من أعلام الأندلس، وأجازه أبو علي الجَيَّانيُّ، وشُريح، وابن شبرين، وغيرهم من أعلام غرب الأندلس؛ وأجازه أيضًا أبو جعفر ابن بشتغير، وابن الأدقر، وأبو زيد بن منتال، وغيره من أعلام شرق الأندلس (٤).


(١) أزهار الرياض في أخبار عياض (٣/ ٧ - ٨).
(٢) السابق (٣/ ٨).
(٣) السابق (٣/ ٩).
(٤) السابق (٣/ ٩).

<<  <   >  >>