للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ الفَقِيهُ القَاضِي أَبُو الفَضْلِ - رضي الله عنه -:

وما قالَهُ القَاضِي سيفُ السُّنَّةِ (١) مِنْ ذلِك صحيحٌ حقٌّ بَيِّنٌ، / وهو بمعنى قولِ غيرِهِ الَّذِي قدَّمناه مِنْ أنَّ لكلِّ واحدٍ مُروءَةً مَا، فتِلْكَ معتبَرَةٌ، وذلِك أنَّ مَنْ أسقَطَ مُروءَتَهُ / ولم يَهْتَبِلْ بها، دلَّ على اختلالٍ في مِيَزِهِ؛ إذْ لمْ يَحْتَطْ لنفسِهِ، وَلَا اهْتَبَلَ بصلاحِ خاصَّتِهِ، فتعدَّتْ (٢) تُهمتُنا بذلِك لهُ في دِينِه، ولَمْ نَسْتَتِمْ إلى باطنِهِ لمَّا اضطربَ علينا ظاهِرُهُ.

وهذه نكتةٌ بالِغَةٌ في هذا الفَصلِ، تَغَلْغَلَ القولُ بِهَا، لَعلَّك لا تجدُها بهذا البيانِ في غيرِ هذِهِ الأوراقِ، وقدْ طاشِ سَهْمُ القولِ بما- اعتُرِضَ- عن الغَرَضِ، فلنكْتَفِ بِمَا اقْتَضبْناهُ مِنْ معقولٍ ومنقولٍ، ونعودُ إلى بُغيَتِكَ فنقُولُ:

٨ - وَفيهِ مِنَ الفِقْهِ: بسطُ المحدِّثِ والعالمِ لما أَجْمَلَ مِنْ علمِهِ لمَنْ حولَهُ، وبيانُهُ عليهم مِنْ تلقاءِ نفسِهِ، كما فعلَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديثِ، وقدْ قال لعائشةَ: «كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ»، قالَتْ: ثمَّ أنشَأَ يُحدِّثُ الحديثَ.

وقدْ وَرَدَ في غيرِ مَا حديثٍ صحيحٍ ابْتِدَاؤُهُ - صلى الله عليه وسلم - لأصحابِهِ المسائلَ جَمْلًا وتفصِيلًا.

٩ - وَفيهِ مِنَ الفِقْهِ: سؤالُ السَّامِعِ العالمَ شرحَ مَا أجمَلَهُ له؛ فَقدْ وقعَ / في بعضِ طُرقِهِ عن عائشةَ - رضي الله عنها - أنَّهَا -لمَّا قال لَهَا: «أَنَا لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ» - قالَتْ: يَا رسولَ اللهِ! ومَا حديثُ أَبِي زرعٍ؟ فذكرَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الحديثَ.


(١) هو ابن الباقلاني أبو بكر ابن الطيب.
(٢) في المطبوع: «فتعلقت».

<<  <   >  >>