للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

/ ومَنْ رَواهُ: «فَيُنتَقَلُ»، أي: ينتقِلُهُ النَّاسُ إلى بيوتِهِم فيأكلونَهُ، ولكنَّهم يزهدون فيه.

قالَ أبُو سعيدٍ النَّيْسَابوريُّ (١): ليس شيءٌ أخبثَ غثاثةً مِنَ (٢) الأنعامِ مِنَ الجملِ؛ لأنَّه يجمعُ خُبْثَ الرِّيحِ وخُبثَ الطَّعمِ (٣). يريدُ: فلذلك ضَرَبَتْ به / المثلَ.

* * *

معناهمَعْنَاهُ:

وصفَتْ هذِهِ المرأةُ زوجَهَا بالبُخلِ وقِلَّةِ الخيرِ، وبُعدِهِ مِنْ أنْ يُنالَ خيرُهُ- مع قلَّتِه- كاللَّحمِ الهزيلِ أو الفاسدِ المُنتنِ الَّذي يُزهدُ فيه فلا يُطلبُ، فكيف إذا كانَ في رأس جبلٍ صعبٍ وَعْرٍ، أو قوْزِ رمْلٍ دهسٍ؛ لا يُمكنُ المشي فيه، ولا يُنالُ إلَّا بمشقَّةٍ؟ وإلى هذا أشارَ القاسمُ بنُ سلَّامٍ (٤) وغيرُه، وذهبَ الإمامُ أبُو سُليمانَ (٥) إلى أنَّ تمثيلَهَا له بالجبلِ الوعرِ هاهُنا إشارةً إلى سوءِ خلقِهِ،


(١) هو أبو سعيد الضرير كذا سماه ابن حجر في «فتح الباري» (٩/ ٢٥٩)، وهو أحمد بن خالد أبو سعيد الضرير البغدادي قال الأزهري: استقدمه ابن طاهر من بغداد إلى خراسان فأقام بنيسابور، وكان قد لقي أبا عَمْرو الشيباني، وَابن الأعرابي، وَغيرهما وكان قيمًا باللغة وأملى كتاب «المعاني والنوادر» وكان شِمر وأبو الهيثم يوثقانه. ينظر: «معجم الأدباء» (١/ ٢٥٣)، و «إنباه الرواة» (١/ ٧٦)، و «لسان الميزان» (١/ ٤٥١).
(٢) كذا في جميع النسخ، وفي المطبوع: «في».
(٣) ينظر: «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (٧/ ٢٩٩)، و «التوضيح» لابن الملقن (٢٤/ ٥٦٩).
(٤) «غريب الحديث» (٢/ ٢٨٩).
(٥) «أعلام الحديث» (٣/ ١٩٨٨).

<<  <   >  >>