للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

...... ... فَهَلْ لِمِنْهَاجِي مِنْ هَاجِي

/ وقولِهِ (١):

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

... فَدَعِينِي (٢) فِإِنَّ يَقِينِي يَقِينِي

وقولِ الآخر (٣):

إلى أجَلِي مَشَى قَدَمِي ... أَرَى قَدَمِي أَرَاقَ دَمِي

وأَلحَقوا به أيضًا: «تَجنِيسَ التَّصحيفِ» (٤)، وهو مُشاكَهةُ (٥) صورةِ الحرفِ في الخطِّ دونَ اللفظِ، وهذا لا يدخلُ في بابِ البلاغةِ المُستجادَةِ ولا المُتكلَّفةِ أصلًا، ولا في شيءٍ من حدودِ الكلامِ ولا صناعتِهِ؛ إذ لا يقرعُ السَّمعَ منه لهجَةٌ، ولا يقومُ له في النَّطق حُجَّةٌ، وقد رأيتُ أبا منصورٍ الثَّعالِبِيَّ قد عدَّ هذا البابَ في بابِ التَّجنيسِ، وذكرَ فيه قولَهُ تعالى: {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: ١٠٤]، وأشباهًا لهذا من الكلام، وليس عِندِي من هذا البابِ، وهو منَ البابِ الأوَّلِ الَّذي سمَّاه قُدامةُ بالمُضارَعةِ، وهو التَّجنِيسُ في أكثرِ الكلمةِ أو بعضِها.


(١) عجز لبيت من المتقارب، وتمامه:
فلا تبتئس لصروف الزَّمان ** فدعيني فإنَّ يقيني يقيني
ينظر: «ديوان البستي» (ص ٢٠٣)، و «المنتحل» للثعالبي (ص: ١١٣).
(٢) كذا في جميع النسخ، وفي «الديوان»، و «المنتحل: «ودعني».
(٣) البيت من مجزوء الوافر لأبي الفتح البستي؛ ينظر: «ديوان البستي» (ص ١٦٤).
(٤) ينظر تعريفه في: «التعريفات» (ص: ٥٣)، و «معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم» (ص: ١٠٥)، و «التوقيف على مهمات التعاريف» (ص: ٩١).
(٥) كذا في (ت): «مشاكهة»، وكتب على الحاشية: المشاكهة: المشابهة، وفي (ب): «مشابهة»، وفي (ل)، و (ك)، و (ع): «مشاركة».

<<  <   >  >>