للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفِيهِ مِنَ الفِقْهِ: شُكرُ المرأةِ إحسانَ زوجِهَا، وهكذا ترجَمَ أبُو عبدِ الرَّحمنِ النَّسائِيُّ على هذا الحديثِ، / وخرَّجَ في البابِ معه حديثَ ابنِ عُمرَ (١): «لَا يَنْظُرُ اللهُ إلى امْرَأةٍ لَا تَشْكُرُ لِزَوْجِهَا» (٢).


(١) كذا صحف في جميع النسخ، وصوابه: «ابن عَمْرٍو».
(٢) صحيح؛
أخرجه أبو سعيد الشاشي (٥٣) ..
وابن أبي الدنيا في «النفقة على العيال» (٥٣٣) عن أحمد بن جميل المروزي ..
والبزار (٢٣٤٨)، من طريق يعمر بن بشر المروزي ..
ثلاثتهم (أبو سعيد الشاشي، وأحمد بن جميل، ويعمر بن بشر) عن عبد الله بن المبارك ..
والنسائي في «الكبرى» (٩٠٨٦)، والعقيلي في «الضعفاء» - معلقًا- (٢/ ١٩)، من طريق سِرارِ بن مُجَشِّرِ البصري ..
كلاهما (عبد الله بن المبارك، وسرار بن مجشر) عن سعيد بن أبي عروبة ..
وابن أبي خيثمة في «التاريخ» (١٩٩٨)، وابن عبد البر في «التمهيد» (٣/ ٣٢٧) عن عمرو بن مرزوق ..
والنسائي في «الكبرى» (٩٠٨٨)، من طريق يحيى بن سعيد القطان ..
وأبو إسحاق المزكِّي في «المزكيات» (١٢٩)، والحاكم (٤/ ١٧٤)، من طريق العباس بن يزيد البحراني، عن معاذ بن هشام الدستوائي ..
والحاكم (٤/ ١٧٤)، من طريق محمد بن جعفر (غندر) ..
أربعتهم (عمرو بن مرزوق، ويحيى بن سعيد، ومعاذ بن هشام، وغندر) عن شعبة بن الحجاج. والبزار (٢٣٤٩)، من طريق همام بن يحيى ..
والنسائي في «الكبرى» (٩٠٨٧)، والعقيلي في «الضعفاء» (٢/ ١٩)، من طريق الخليل بن عمر بن إبراهيم ..
والحاكم (٢/ ١٩٠)، -وعنه البيهقي (٧/ ٢٩٤) -، والخطيب في «التاريخ» (١١/ ١١٢) من طريق شاذ بن فياض ..
والحاكم (٤/ ١٧٤)، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث ..
ثلاثتهم (الخليل بن عمر، وشاذ بن فياض، وعبد الصمد بن عبد الوارث) عن عمر بن إبراهيم العبدي ..
والعقيلي في «الضعفاء» (٢/ ١٩) - معلقًا- من طريق هشام الدستوائي ..
والطبراني في «الكبير» (١٣/ ٣٦٨) رقم (١٤١٨٤)، وابن عدي في «الكامل» (٧/ ٣٠٦)، وابن عبد البر في «التمهيد» (٣/ ٣٢٧)، والشحامي في «حديث السراج» (٥٩٣)، من طريق عمران بن داور القطان ..
ستتهم (سعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، وهمام بن يحيى، وعمر بن إبراهيم، وهشام الدستوائي، وعمران القطان) عن قتادة السدوسي، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - فذكره مرفوعًا.
ووقع في رواية عبد الله بن المبارك فيما يرويه عنه: (أحمد بن جميل، ويعمر بن بشر): عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة به مرفوعًا، بدلًا من عن سعيد بن أبي عروبة، فخالفا بذلك رواية أبي سعيد الشاشي، وهو ثقة كما قال الخطيب البغدادي، ولعل الأشبه رواية أحمد بن جميل ويعمر بن بشر، فهما ثقتان أيضًا. ورجح العقيلي الرفع في رواية ابن المبارك، وقال: «هذا أولى».
ثم خالف ابنُ المبارك في هذه الرواية- الراجحة- أصحابَ شعبة؛
فقد وقع في رواية (عمرو بن مرزوق، ويحيى بن سعيد، وغندر): عن شعبة، عن قتادة به موقوفًا.
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الله بن عمرو، ولا نعلم أحدًا أسنده عن شعبة إلا عبد الله بن المبارك» اهـ.
قلت: تابع ابنَ المبارك على إسناده عن شعبة: معاذُ بن هشام الدستوائي، قال أبو إسحاق المزكِّي: «لا أعلم حدث معاذ بن هشام عن شعبة مسندًا غير هذا» اهـ.
قلت: معاذ بن هشام، قال يحيى بن معين عنه: صدوق ليس بحجة.
والعباس بن يزيد- الراوي عنه- أيضًا صدوق.
والمحفوظ من حديث شعبة الوقف؛ كذا قال أبو علي النيسابوري فيما ذكره الحاكم عنه في «المستدرك» (٤/ ١٧٤) حيث قال: «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشَّيخين- إن حَفِظَهُ العبَّاسُ-؛ فإنِّي سمعتُ أبا عليٍّ يقول: المَحفوظ من حديث شعبة ... » ثم ذكر رواية غندر عن شعبة بالوقف.
فخالف شعبةُ بذلك أصحابَ قتادة: (سعيد بن أبي عروبة، وهمام بن يحيى، وعمران القطان، وعمر بن إبراهيم). وتابع شعبةَ في وقفه: هشامٌ الدستوائي، فيما ذكره عنه العقيلي في الرواية المعلقة، ورجَّحها بقوله: «هذا أولى»! وكذا رجح البيهقي رواية الوقف!
قلت: حسبك بسعيد بن أبي عروبة في قتادة مرجِّحًا للرفع، ثم موافقة همام بن يحيى له، لا سيما أن سرار بن مجشر قد روى عن سعيدٍ قبل الاختلاط؛ قال النسائي إثر هذا الحديث: «سرَّارُ بنُ مُجَشِّرٍ: هذا ثقةٌ بصريٌّ، هو ويزيد بن زريع يقدَّمان في سعيد بن أبي عروبةَ؛ لأنَّ سعيدًا كان تغيَّر في آخر عمرهِ، فمن سمع منه قديمًا، فحديثهُ صحيحٌ» اهـ
إذًا، فقد صوب رواية الرفع: النسائي، والحاكم في «المستدرك» (٢/ ١٩٠) (٤/ ١٧٤)، وقال ابن حزم في «المحلى» (١٠/ ١٦٤): «هذا حديث حسن، والشكر لكل محسن واجب»، وقال المنذري في «الترغيب والترهيب» (٣/ ٥٨): «رواه النسائي والبزار بإسنادين رواة أحدهما رواة الصحيح، والحاكم وقال: صحيح الإسناد» اهـ. وابن التركماني في «الجوهر النقي» (٧/ ٢٩٤)، وقال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٣٠٩): «رواه البزار بإسنادين، والطبراني وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح» اهـ.
ووقع في رواية (عمر بن إبراهيم)، فيما يرويه عنه ابنه (الخليل بن عمر): «عن الحسن»، بدلًا من «ابن المسيَّب». قال العقيلي: الخليل يخالف في بعض حديثه، وقال ابن حبان: «عمر بن إبراهيم العبدي من أهل البصرة، يروي عن قتادة روى عنه ابنه الخليل بن عمر، وشاذ بن الفياض، كان ممن ينفرد عن قتادة بما لا يشبه حديثه؛ فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، فأما فيما وافق الثقات، فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسًا» اهـ. «المجروحين» (٢/ ٨٩).
فيظهر بذلك أن رواية عمر بن إبراهيم، عن قتادة عن الحسن مرجوحة، غير أن العقيلي ذكر وجهًا آخر لرواية الحسن فقال في «الضعفاء» (٢/ ١٩): «وقال سرار بن مجشر العنزي: عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، وسعيد بن المسيب، عن عبد الله ابن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه». اهـ
قلت: كذا ذكره معلَّقًا، فإن صح الإسناد إليه، فسيكون لرواية الحسن البصري أصلٌ، والله أعلم.

<<  <   >  >>