للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

......... ... طَوِيلًا سَوَارِيه شَدِيدًا دَعائِمُهْ

وقال (١):

............................ ... لَئِيمٍ مَآثِرُهُ قُعْدُد

كما لو قال: كثيرةٌ، ومُنقعِرَةٌ، وطوِيلةٌ، وشدِيدةٌ، / ولئيمةٌ، الوجهانِ جائِزان.

وأما على رِوايةِ: «النِّعَمِ»، والقولُ بأنَّها مذكَّرةٌ، / فهو الوجهُ، فَلا يُحتاجُ فيه إلى كلامٍ.

مَعْنَاهُ:

وصفتْ هذا الرَّجُلَ الَّذي تزوجَتْهُ بالسُّؤدُدِ في ذاتِهِ، والسَّعَةِ في ذاتِ يدِهِ، وأنَّهُ صاحبُ حربٍ ورُكوبٍ، وبالإحسانِ إليها، والتَّفضُّلِ على أهلِهَا.

ثمَّ أخبرتْ أنَّه مع هذا كلِّهِ لمْ يقعْ عندَها موقِعَ أبِي زَرعٍ، وأنَّ كثيرَهُ دونَ قليلِ أبي زرعٍ، فكيفَ بكثيرِهِ؟

وأنَّ حالَ هذا الآخَرِ عندَها معِيبٌ إذا أضافتْهُ إلى حالِ أبي زرعٍ، مع إساءَةِ أبي زرعٍ لها أخيرًا في تطلِيقِهَا، والاستبدالِ بِهَا، ولكِنْ حُبُّهَا لهُ بغَّضَ إليها النَّاسَ بعدَهُ؛ ولهذا كرِهَ أولُو الرَّأيِ تزوِيجَ امرأةٍ لها زوجٌ طلَّقَها، لمَيلِ نفسِها إليهِ.

وقالُوا: لا تتزَوَّجْ: حَنَّانَةً، ولا أَنَّانَةً، ولا مَنَّانَةً.

ففي الحنَّانَةِ وجهانِ:


(١) عجز لبيتٍ من المتقارب، وهو للفرزدق في «ديوانه» (ص: ١٥٧)، وتمامه:
قَرَنْبَى يسُوفُ قَفَا مُقْرِفٍ ** لَئِيمٍ، مآثِرُهُ قُعْدُد.

<<  <   >  >>