للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَعْنَاهُ:

قولُها: «خَرَجَ أبُو زَرْعٍ، والأَوْطَابَ تُمْخَضُ»، يُحتملُ / أنَّها أرادتْ تبكيرَ خروجِهِ من منزِلِها، وغُدُوِّهِ لذلك؛ لأنَّه وقتُ قيامِ الخدمِ والعبيدِ لأشغالِهِم ومِهنِهِم، وانْطوَى أثناءَ ذلك كثرةُ خيرِ دارِهِ، وغُزْرُ لبنِهِ، وأنَّ عندَهم منه ما يُشربُ صَرِيحًا، ومَخِيضًا، ويَفضُلُ عنْ حاجتِهِم، حتَّى يَمخُضُوهُ في الأوطابِ ويَستخرجوا زُبْدَهُ وسَمْنَهُ، كمَا قالَتْ: «فَنَقَلَنِي إلى أَهْلِ صَاهِلٍ، وجَامِلٍ / وَدَائِسٍ، وَمُنِقٍّ».

ومِنْ هذا: حديثُ الحَجَّاجِ وقد سألَ وافِدًا عليه عَنْ الغَيْثِ، فقال لهُ: كانتْ سماءً، ولم أَرَهَا، وسَمِعتُ الرُّوَّادَ تدعوا إلى زِيادَتِها، وسمِعتُ قائلًا يقولُ: هَلُمَّ أُظْعِنُكُم، إلى مَحِلَّةٍ تُطْفَأُ / فِيهَا النِّيرَانُ، وتَشتَكِي فيها النِّساءُ، وتَنافَسُ فيها المِعْزَى، قال: فلمَ يفهَمْ الحَجَّاجُ مُرادَهُ، فاعْتَلَّ عليه، وقال لهُ: إنَّما تُخاطبُ أهلَ الشَّامِ فَأَفْهِمْهُمْ، فقال: أمَّا طَفْءُ النِّيرانِ، / فأخصبَ النَّاسُ وكثُرَ الزُّبدُ والسَّمنُ واللبنُ، فاستَغْنَوا عن النَّارِ للخُبْزِ، وأمَّا تَشكِّي النِّساءِ، فإنَّ المرأةَ تَرْبُقُ بَهْمَهَا، وتُمخَضُ لبَنَها، فتَبِيتُ ولَهَا أنِينٌ من عَضُدَيْها، في حديثٍ طويلٍ (١).


(١) الأثر إسناده منكر؛
أخرجه الحسن بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (٢/ ٥٩٨) - ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٧٣/ ٨٦) - وابن أبي الدنيا في «المطر والرعد والبرق» (١٣) - ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٧٣/ ٨٨) - والرامهرمزي في «الأمثال» (ص: ٤٣)، والخطابي في «غريب الحديث» (٣/ ١٧٦)، وأبو نعيم في «الحلية» (٤/ ٣٢٥)، من طريق عيسى بن يونس ..
وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٤/ ٣٢٥)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٢٥/ ٣٩٩ - ٣٤٢)، من طريق أبي جعفر محمد بن عباد بن موسى ..
كلاهما (عيسى بن يونس، ومحمد بن عباد بن موسى) عن عباد بن موسى العكلي، عن عامر الشعبي، عن الحجاج بن يوسف الثقفي فذكره.
ووقع عند الرامهرمزي: عيسى بن يونس، عن عثمان بن المغيرة، عن الشعبي.
ووقع في حديث محمد بن عباد: أبي عباد بن موسى، قال: أخبرني أبو بكر الهذلي، قال: قال لي الشعبي.
قلت: عباد بن موسى العكلي مجهول.
وقال ابن معين: لم يسمع عباد بن موسى هذا الحديث من الشعبي، إنما سمعه من أبي بكر الهذلي عنه. اهـ «جامع التحصيل» (ص: ٢٠٦).
قلت: أبو بكر الهذلي البصري، قيل: اسمه سلمى بن عبد الله، إخباري متروك كما قال ابن حجر في «التقريب»، وقد ضعفه أحمد، وغيره. وقال غندر، وابن معين: لم يكن بثقة. وقال يزيد بن زريع: عدلت عنه عمدًا. وقال البخاري: ليس بالحافظ عندهم. وقال أبو حاتم: لين يكتب حديثه. وقال النسائي: ليس بثقة. «ميزان الاعتدال» رقم (١٠٠٠٥).

<<  <   >  >>