ويحتملُ أنْ تريدَ: أنَّه خرجَ في استقبالِ الزَّمنِ وطِيبِهِ وربِيعِهِ، ووقتِ يَمخُضُ النَّاسُ، وأنَّ خروجَه- إمَّا لسفرٍ أو غيرِهِ- كانَ في هذَا الزَّمنِ، فتكونُ الفائِدةُ في الاحتمالِ الأوَّلِ: تعريفَهَا بخروجِهِ عنها بُكرةً من النَّهارِ، / وفي الاحتمالِ الثَّاني: إعلامَها بوقتِ خروجِهِ عنها في فُصولِ الزَّمانِ.
وقولُها:«مَعَهَا وَلَدَانِ كَالفَهْدَيْنِ» - وفي روايةٍ:«كالصَّقْرَيْنِ» - وصفتْ ولدَيْهَا بالفهدينِ أو الصَّقرينِ؛ لِأَسْرِ خلقِهِمَا، واكتِنَازِ أجسامِهِمَا؛ واحتاجَتْ إلى ذكرِهما هاهُنا- واللهُ أعلمُ- لِتنبِّهَ أنَّ ذلك كانَ أحدُ أسبابِ تزوِيجِ أبي زرعٍ لها؛ لأنَّ العربَ كانتْ ترغبُ في الأولادِ، وتحرصُ على النَّسلِ وكثرةِ العددِ، وتستعدُّ لذلك بالنِّساءِ المُنجِباتِ في الخَلْقِ والخُلُقِ؛ فيحتملُ أنَّ أبَا زَرْعٍ لمَّا رأى هذِه المرأةَ، وأعجبَهُ خَلْقَها، وولدَاها، لِكمالِ خلقِهِمَا، وظهورِ مخايلِ النَّجابَةِ فيهما، حرصَ عليها.